140

العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم

العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم

ویرایشگر

شعيب الأرنؤوط

ناشر

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

شماره نسخه

الثالثة

سال انتشار

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

محل انتشار

بيروت

ولهذا قال رسولُ اللهُ ﵌: " ما أحدٌ أحبَّ إليه العُذْرُ مِن الله، من أجلِ ذلك أنزل الكتابَ، وأرسل الرُّسُلَ " (١).
ومن الدليل على ذلك: قولُهُ ﷿ في كتابه المبين، في حق من يعلمُ أنه من الكاذبين: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: ١١١، والنمل: ٦٤].
ومن ألطف ما أمر بهِ رسولَه الأمين؛ أن يقولَ في خطاب المبطلينَ: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سبأ: ٢٤].
وقد شَحَنَ اللهُ تعالى كتبَه الكريمةَ المطهَّرةَ بكثير من شُبَهِ أعدائه الكفرةِ الفجوة، وأورد شنِيعَ ألفاظِهم وصريحَها، ومنكرَها وقبيحَها، ليردَّ عليهم مقالتهم، ويُعَلِّم المؤمنين معاملتَهم، كما قال في مُحْكَم الآيات: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ﴾ [هود: ١٣]، ولم يمنعْهُ علمُه بعنادِهم، من الاحتجاجِ عليهم، وإرسال (٢) خيرِ كتاب ورسول إليهم، بل قال مستنكرًا الإضرابَ (٣) عن أعدائه من (٤) الكافرين: ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾ [الزخرف: ٥].
ومِن أعظمِ ما أنزل الله تعالى في ذلك، قولُه تعالى: ﴿فقُولا لَهُ

(١) أخرجه البخاري (٧٤١٦) ومسلم (١٤٩٩) وأحمد ٤/ ٢٤٨ والدارمي ٢/ ١٤٩ والبغوي (٤٣٧٢) كلهم من طريق عبد الملك بن عمير عن ورّاد كاتب المغيرة بن شعبة عن سعد ابن عبادة مرفوعًا. وفي الباب: عن ابن مسعود عند مسلم (٢٧٦٠) (٣٥). وعن الأسود بن سريع عند الطبراني في " الكبير " (٨٣٦).
(٢) في (أ): وإنزال.
(٣) في (أ): للإضراب.
(٤) ساقطة من (أ).

1 / 170