فنظر إلي بعينين مشعشعتين كالمسارج ثم أجاب بهدوء «لا أريد شيئا وأريد كل شيء».
قلت: «دعني وشأني وسر في سبيلك».
فقال مبتسما: «ما سبيلي سوى سبيلك؛ فأنا سائر حيث تسير، ورابض حيث تربض».
قلت: «جئت أطلب الوحدة فخلني ووحدتي».
فقال: «أنا الوحدة نفسها فلماذا تخافني؟».
قلت: «لست بخائف منك».
فقال: «إن لم تكن خائفا، فلماذا ترتجف مثل قصبة أمام الريح».
قلت: «إن الهواء يتلاعب بأثوابي فترتجف، أما أنا فلا أرتجف».
فضحك مقهقها بصوت يضارع ضجيج العاصفة، ثم قال: «أنت جبان تخافني، وتخاف أن تخافني فخوفك مزدوج، ولكنك تحاول إخفاءه عني وراء خداع أوهى من خيوط العنكبوت فتضحكني وتغيظني».
ثم جلس على الصخر فجلست قسر إرادتي محدقا بملامحه المهيبة.
صفحه نامشخص