============================================================
الباب السادع ولالأوجمون ذكر الأسباب المعينة على قيام الليل وأدب النوم فمن ذلك أن العبد يستقيل الليل عند غروب الشمس بتجديد الوضوء، ويقعد مستقيل القيلة منتظرا مجىء الليل وصلاة المغرب، مقيما فى ذلك على أنواع الأذكار، ومن أولاها: التسبيح والاستغفار، قال الله تعالى لنبيه: (واستغفر لذنيك)(1) ول(وسبخ بحمد ربك بالعشى والإبكار(2).
ومن ذلك أن يواصل بين العشاءين بالصلاة، أو بالتلاوة، أو بالذكر، وأفضل ذلك الصلاة، فإنه إذا واصل بين العشاءين ينغسل عن باطنه آثار الكدورة الحادثة فى أوقات النهار من رؤية الخلق ومخالطتهم وسماع كلامهم، فإن ذلك كله له أثر وخدش فى القلوب، حتى النظر إليهم يعقب كدرا فى القلب يدركه من يرزق صفاء القلب، فيكون أثر النظر إلى الخلق للبصيرة كالقذى فى العين للبص وبالمواصلة بين العشائين يرچى ذهاب ذلك الأثر ومن ذلك: ترك الحديث بعد العشاء الآخرة؛ فإن الحديث فى ذلك الوقت يذهب طراوة النور الحادث فى القلب من مواصلة بين العشاءين ويقيد عن قيام الليل؛ سيما إذا كان عريا عن يقظة القلب.
ثم تجديد الوضوء بعد العشاء الآخرة أيضا معين على قيام الليل.
حكى لى بعض الفقراء عن شيخ له بخراسان أنه كان يغتسل فى الليل ثلاث مرات: مرة بعد العشاء الآخرة ومرة فى أثتاء الليل بعد الانتباه من التوم، ومرة قبل الصبح.
فللوضوء والغسل بعد العشاء الآخرة أثر ظاهر من تيسير قيام الليل.
ومن ذلك: التعود على الذكر، أو القيام بالصلاة حتى يغلب النوم؛ فإن التعود علسى ذلك يعين على سرعة الانتباه، إلا أن يكون واثقا من نفس وعادته، فيتعمل للشوم ويستجليه ليقوم فى وقته المعهود، وإلا فالنوم عن الغلبة هو الذى يصلح للمريدين (1) آية رقم 55 من سورة غافر (2) آية رقم 55 من سورة غافن
صفحه ۱۶۹