مقدمة:-
كلام ابن حجر العسقلاني في توثيق الناصبة وجرح الشيعة
في ذكر ما اعتذروا به عن توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا واحتجاجهم لذلك ثم بيان فساد ذلك وبطلانه فنقول: لا نطيل الكتاب بذكر ما تطاول به ابن حزم ولا ما تفلسف به ابن تيمية ولا ما هذي به ابن حجر المكي مما يدخل في هذه المواضيع لوضوح فساده ونكتفي بنقل كلام العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله لأنه زبدة ما احتجوا به ولآنه مما قد يروج قبل التأمل ثم نرده جملة إن شاء الله تعالى.
قال الشيخ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في (تهذيب التهذيب) :
((وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه: لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بالعكس وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى أدعى أنه نبي أو إله تعالى الله عن أفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاق وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الأخبار، والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا (رض) قتل عثمان أو كان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي)).اه كلام ابن حجر
وقبل الشروع في نقض كلامه لا بد من تمهيد فنقول:
صفحه ۱۵