الريات السود وأصحاب الرايات الصفر (أي المغاربة) عند القنطرة فيقتتلون حتى يائوا فلسطين فيخرج على أهل المشرق السفياني. فإذا نزل أهل المغرب الاردن مات صاحبهم، فيفترقون ثلاث فرق: فرقة ترجع من حيث جاءت، وفرقة تحج، وفرقة تثبت . فيقاتلهم السفياني فيهزمهم، فيدخلون في طاعته " مخطوطة ص 71. وهذا النص المرسل لاحد التابعين يدل على أن فتنة الصراعات الداخلية في بلاد الشام سوف تسمح لقوات الايرانيين أن تدخل المنطقة لقتال اليهود، ولكن الروم أو غيرهم يحركون القوات المغربية لمواجهتها. ويشير مكان هذه المعركة عند القنيطرة إلى أن الايرانيين يكونون عند فلسطين، وأنهم يهزمون القوات المغربية، التي تستقر بعيد هزيمتها في الاردن فيموت صاحبهم أي رئيسهم في المغرب، أو رئيس الاردن الذي يكونون في ضيافته، فيضعف أمرهم، ثم يخضع السفياني من بقي منهم. كما تشير بعض الروايات أي انسحاب القوات الايرانية من الشام بعد خروج السفياني. ونلفت ذهن القارئ والباحث في هذا المجال إلى أن أحاديث الجيش المغربي والرايات السود تختلط في هذا المورد وغيره بحركة المغاربة الفاطمية، وحركة الرايات السود العباسية. كما تختلط أحاديث الروم بحملاتهم الصليبية، وفتنتهم الصماء الاخيرة. وطريق التمييز بين التحركات السابقة على عصر الظهور وتحركات عصر الظهور، هو وجود النص في الحديث على اتصال الحدث بخروج السفياني وظهور المهدي عليه السلام، كما في الاحاديث والنصوص التي استشهدنا بها. أو القرائن الاخرى لعصر الظهور وأحداثه، وتحركات القوى الفاعلة فيه. ولهذا، فان وجود عدد كبير بين أحاديث الظهور عن تحركات الغاربة الفاطميين، أو أهل الرايات السود العباسيين، أو تحركات الروم الصليبيين
--- [ 101 ]
صفحه ۱۰۰