223

إن نظرة متأملة في أحاديث الفتنة الاخيرة المتواترة اجمالا، وفتنة فلسطين وبلاد الشام المتولدة منها، ونظرة إلى تاريخ الامة الاسلامية وحاضرها. توجب العلم بأن هذه الاحاديث تقصد فتنة التسلط الغربي والشرقي المعاصرة، والمنصوص على اتصالها بظهور المهدي عليه اسلام. وإن نماذج الاحاديث التي ذكرناها منها في فصل " الفتنة الغربية والشرقية " آحاد من عشرات الاحاديث. ومن أعجب ما فيها تسمية فتنة فلسطين باسمها، ووصفها بأوصافها !. وبماذا نفسر أحاديث ظهور الخراساني وشعيب التي يفهم منها بوضوح أن هذين الرجلين الموعودين يظهران في ايران بعد قيام دولة اسلامية فيها ودخولها في حرب طويلة، وأنهما يتسلمان منصبيهما ويقودان جيشهما مباشرة ويخوضان حرب التمهيد للمهدي عليه السلام في منطقة فلسطين. فهل يظهران يقودان جيشهما وشعبهما مباشرة من فراغ، دون أن يسبقهما تمهيد لهما. ؟ كلا. بل إن هذا النوع من ظهورهما المنصوص عليه يستلزم أن تكون أرضية المسلمين في ايران مهيأة وجاهزة لهما. ليس من ناحية عقائدية فقط، بل مهيأة أيضا بوجود وضع سياسي في العالم وفي المنطقة، وبداية للصراع بين الايرانيين الممهدين وأعدائهم. ولذا تذكر بعض الاحاديث أن الايرانيين يرون أن الحرب قد طالت عليهم فيولون الخراساني وهو كاره، وعندما يتولى يأتي بصاحبه شعيب بن صالح، ويجعله قائد قواته. وبماذا نفسر حديث " يطلبون الحق فلا يعطونه " الوارد في مصادرنا الشيعية عن الامام الباقر عليه السلام قال " كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم. فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه، حتى يقوموا. ولا يدفعونها الا إلى صاحبكم. قتلاهم

--- [ 237 ]

صفحه ۲۳۶