عصر سوریان ذهبی
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
ژانرها
1
ولم يسلم من تلك الكنوز الكتابية إلا مجلدات معدودة سبق بعض الأحبار أو الرؤساء فنقلوها إلى دير الشرفة قبل حدوث الفتنة المذكورة. (3) مكتبة دير الشرفة في لبنان
نواة هذه المكتبة مخطوطات سريانية وعربية جمعها مار أغناطيوس ميخائيل الثالث (جروة) البطريرك الأنطاكي (1782-1800) منذ عهد كهنوته، ونقلتها خمسة قوافل عام 1786 على ظهر البغال من حلب إلى دير الشرفة، وعلى إثر وفاة البطريرك المغبوط ضمت إلى المكتبة مخطوطات جمة، حتى أربى عددها على ألف وستمائة مخطوطة، بينها أكثر من مائتي مخطوط أهديناها نحن إليها.
وتعتبر مكتبة الشرفة أغنى مكتبات لبنان الخطية بلا جدال، وقد أنشأ لها المؤرخ البحاثة الخوري إسحاق أرملة فهرسا شاملا، بلغ عدد صفحاته 540 صفحة، ونشره عام 1936. (4) مكتبة مار شليطا مقبس
دير مار شليطا هو باكورة أديار الموارنة في كسروان، أسسه عام 1628 القس حنا بن المقدسي يوسف محاسب الغوسطاوي، واشتهر هذا الدير في عهد البطريرك أسطفان الدويهي (1670-1704) الذي اتخذه مركزا لإقامته، وابتنى فيه قلالي للبطاركة خلفائه عام 1672، واستمر مقيما فيه حتى قبيل وفاته سنة 1704.
ونقل هذا البطريرك إلى خزانة مار شليطا مجلدات وافرة من المخطوطات السريانية والكرشونية كانت في دير قنوبين، ثم عززها البطريرك يعقوب عواد (1705-1733) إذ أقام في هذا الدير من السنة 1706 حتى وفاته، وعلى ممر الأيام لعبت الأيدي بمخطوطات هذا الدير حتى كادت تندثر؛ فاستدرك البطريرك إلياس الحويك (1899-1932) أمر تلك المكتبة، وأوفد الخوري بطرس شبلي خازن المكتبة البطريركية إلى ذلك الدير، فاستحضر بقية المخطوطات والمطبوعات ونضدها في خزانة بكركي.
وأهم تلك المخطوطات السريانية وأقدمها عهدا مصحف إنجيل جميل في السطرنجيلية نسخ عام 1302 للميلاد، وصلاة قانونية للقديسة مورا عام 1468، يلي ذلك مخطوطات تضمنت الصلوات الفرضية للآحاد والمواسم نسخت في القرنين الخامس العشر والسادس عشر، وقد اطلع عليها البحاثة الخوري إبراهيم حرفوش ووصفها في مقال ضاف نشره في مجلة المشرق عام 1902 و1903. (5) مكتبة الكرسي البطريركي في بكركي
لم يغمض بطاركة الموارنة في سالف الأزمنة عن ادخار المخطوطات السريانية والحرص عليها؛ فقد كتب البطريرك ميخائيل الرزي (1567-1581) إلى رئيس الرهبنة اليسوعية العام يقول: «إن كتبنا بغير عدد.»
2
وعلى رغم ما أتلفه أو أحرقه الزوار الرسوليون من المخطوطات السريانية كما روى المؤرخون، فقد سلمت منها طائفة عظيمة بقيت إلى عهد البطريرك أسطفان الدويهي، وقد أحصى هذا البطريرك أسماء النساخ في القرن الخامس عشر ممن وقف على مخطوطاتهم، فإذا هم ينيفون على مائة وعشرة نساخ.
صفحه نامشخص