4
وأول المقتطفات التي سنوردها هو مؤلف ماركس: «قضايا حول فويرباخ». وقد كتبت «القضايا» سنة 1845م، ونشرت لأول مرة بوصفها ملحقا في طبعة 1888م لكتاب إنجلز «لودفج فويرباخ». أما النص الثاني فمأخوذ من الجزء الأول من كتاب إنجلز: «ضد دورنج
Anti-Dübring »
5
ويحوي الكتاب الأخير، الذي كان آخر ما كتبه إنجلز بالتعاون مع ماركس، عرضا ربما كان أفضل عرض عام للتفسير المادي للتاريخ. وفيه يهاجم إنجلز المادية غير الديالكتيكية التي شاعت عندئذ بفضل كتابات دورنج، الذي كان محاضرا للاقتصاد في جامعة برلين، وأصبح الآن شخصا منسيا. (النص)
أولا:
إن العيب الرئيسي في كل مذهب مادي ظهر حتى الآن - وضمن هذه المذاهب مذهب فويرباخ - هو أن الموضوع، أو الواقع، أو المحسوس لا ينظر إليه إلا في صورة موضوع التأمل، لا بوصفه نشاطا حسيا بشريا، أو سلوكا عمليا؛ أي ليس من الوجهة الذاتية. والذي حدث هو أن المثالية أكدت الوجه الإيجابي، معارضة بذلك المادية، غير أنها لم تؤكد ذلك إلا بطريقة مجردة؛ إذ إن المثالية بطبيعة الحال لا تعرف الفاعلية الحسية الحقيقية بما هي كذلك. ولقد أراد فويرباخ تأكيد وجود موضوعات حسية، مميزة واقعيا من الموضوعات الفكرية، غير أنه لم ينظر إلى الفاعلية البشرية ذاتها على أنها فاعلية من خلال الموضوعات. وهكذا نراه في «ماهية المسيحية» يرى أن الموقف النظري هو الموقف الإنساني الأصيل الوحيد، على حين أنه لا ينظر إلى الجانب العملي، ولا يقرره، إلا من خلال صورته اليهودية القذرة، من حيث هو «مظهر». ومن هنا فإنه إدراك أهمية الفاعلية «الثورية»، العملية والنقدية.
ثانيا:
إن مسألة إمكان نسبة الحقيقة الموضوعية إلى التفكير البشري ليست مسألة نظرية، وإنما مسألة عملية؛ ففي ميدان العمل ينبغي أن يثبت الإنسان الحقيقة؛ أي صحة تفكيره «وقوته وانطباقه على هذا العالم». أما الخلاف حول حقيقة التفكير أو عدم حقيقته، منفصلا عن المجال العملي، فما هو إلا خلاف مدرسي.
ثالثا:
صفحه نامشخص