gegentheil ، وأما المادة فتقرر كونها عكس شيء محدد (هو أ)؛ أي كونها ليست هذا الشيء المحدد.
وتتحد صورة لا أ عن طريق الفعل فحسب، وهي «ضد» لأنها نتيجة تأكيد عكسي
gegensetzen ، أما مادتها فتتحدد بواسطة أ؛ فهي ليست ما تكونه أ، وماهيتها كلها تنحصر في كونها ليست ما تكونه أ، فكل ما أعلمه عن لا أ هو أنها ضد أ. أما كنه ذلك الذي أعلم عنه هذا، فذلك ما لا يتسنى لي معرفته إلا عن طريق معرفة أ.
والأصل أن الأنا وحده هو الذي يؤكد، وهو وحده الذي يؤكد على نحو مطلق (القسم الأول). ومن ثم فإن أي تأكيد عكسي مطلق لا يمكن إلا أن يشير إلى الأنا. ونحن نطلق على عكس الأنا اسم «اللاأنا».
وكما يسلم بالقضية «لا أ ليست هي أ» على نحو غير مشروط بوصفها واقعة في الوعي التجريبي، فكذلك يؤكد اللاأنا بوصفه العكس المطلق للأنا. وكل ما قلناه من قبل بشأن التأكيد العكسي عامة، يستنبط من هذا التأكيد العكسي الأصلي، ومن ثم فهو يسري عليه، وإذن فهو غير مشروط في صورته ولكنه مشروط في مادته. وهكذا نجد المبدأ الثاني لكل المعرفة البشرية:
فكل ما ينتمي إلى الأنا، لا بد أن ينتمي ضده إلى اللاأنا. •••
وبإجراء نفس التجريد الذي أجريناه على القضية الأولى، على هذه القضية، نحصل على القضية المنطقية لا أ ليست هي أ، التي ينبغي أن أسميها قضية التأكيد العكسي. هذه القضية، أولا، لا يمكن حتى الآن تحديدها على النحو الصحيح، أو التعبير عنها في صيغة، وذلك لسبب سنذكره في القسم المقبل.
وبالتجريد من الفعل المحدد للحكم المتضمن في هذه القضية، والنظر المجرد إلى صورة استخلاص اللاوجود من الوجود المؤكد عكسيا، نحصل على «مقولة السلب»، وهذا أيضا لا يمكن إيضاحه بإسهاب حتى القسم المقبل.
القسم الثالث : المبدأ الثالث الأساسي المشروط بمقتضى صورته.
إن كل خطوة نسيرها في علمنا تقربنا من النقطة التي يصبح فيها كل شيء مبرهنا عليه؛ ففي المبدأ الأول كان ينبغي ألا يبرهن، أو أن يتسنى البرهنة، على شيء. وفي الثاني، كان فعل التأكيد العكسي هو وحده غير القابل للبرهنة. ولكن ما إن أكد هذا الفعل العكسي بصورته المجردة تأكيدا مطلقا، فقد برهن بدقة على أن العكس ينبغي أن يكون لا أنا. أما المبدأ الثالث فكله تقريبا قابل للبرهان؛ إذ إنه ليس مشروطا في مادته، كالثاني، وإنما في صورته فحسب، وهو فضلا عن ذلك مشروط في صورته بالقضيتين السابقتين.
صفحه نامشخص