وإذن فتأكيد الأنا لذاته هو الفعل الخالص للأنا؛ فالأنا «يؤكد ذاته»، والأنا، لهذا السبب، هو مجرد تأكيد ذاته. وبالعكس، فإن الأنا «يكون ويؤكد» وجوده، لمجرد كونه موجودا؛ فهو الفعل وحاصل الفعل معا، والفاعل ونتيجة الفاعلية معا، والنشاط والفعل متحدين، ومن هنا فإن «أنا أكون» تعبر عن فعل
Thathandlung ، وعن الفعل «الوحيد» الممكن، كما ستكشف لنا نظرية العلم بأسرها بالضرورة.
القسم الثاني : المبدأ الأساسي الثاني المشروط بمقتضى محتواه.
لا يمكن البرهنة على المبدأ الأساسي الثاني؛ لنفس السبب الذي لم يمكن من أجله البرهنة على المبدأ الأول. وعلى ذلك فنحن نبدأ في هذه الحالة أيضا من واقعة للوعي التجريبي على النحو ذاته.
ولا شك في أن كل شخص على استعداد للاعتراف بيقينية القضية لا أ ليست هي أ (
A nicht = A )، ولا يكاد يتوقع من أحد أن يطلب عليها برهانا.
ومع ذلك، فإذا كان مثل هذا البرهان ممكنا، فلا بد في مذهبنا هذا ... أن يستنبط من القضية أ = أ.
غير أن هذا البرهان مستحيل. فلنتصور، على أحسن الفروض، أن القضية السابقة تعادل لا أ هي لا أ (وبذلك تكون لا أ مساوية ل ص التي تؤكد في الأنا)، وأن معنى قضيتنا هذه قد أصبح الآن، نتيجة لذلك، هو: إذا أكد عكس أ، فإنه يؤكد؛ ففي هذه الحالة لا نكون قد أكدنا سوى نفس الارتباط (س) الذي وصلنا إليه في القسم الأول، وبدلا من أن تكون قضيتنا «لا أ ليست هي أ» مستمدة من أ = أ، فإنها عندئذ تكون هي هذه القضية ذاتها. وهنا يغفل تماما السؤال الرئيسي، وهو: هل يؤكد عكس أ، وتحت أي شرط من صورة الفعل البحت يؤكد؟
4
إن هذا الشرط ينبغي أن يكون مستمدا من القضية أ = أ، إذا كانت قضيتنا الثانية هذه قضية مستمدة، ولكن كيف يمكن أن تتضمن القضية أ = أ، التي لا تنطوي إلا على صورة التأكيد، صورة التأكيد العكسي
صفحه نامشخص