فلما كان يوم السادس من ذي القعدة قبض على ابن العطار ثم نقل الى التاج 10، وقيد وطلبت ودائعه وامواله، وفي ليلة الثاني عشر من ذي القعدة أخرج 11 ميتا على ظهر حمال سرا فغمز به بعض 12 الناس، فثار به العامة فالقوه عن رأس الحمال 13 ومزقوا كفنه وجردوه وكشفوا سوءته وشدوا في ذكره حبلا وقيل في رجله وظلوا 14 يسحبونه في البلد ومضوا به الى المدبغة فرموه فيها ثم اخرجوه. وكانوا يضعون في يده عودا كأنه قلم وقد غمسوه في العذرة ويقولون وقع لنا يا مولانا وما يناسب هذا من الافعال الشنيعة ثم استخلصه منهم جماعة. من الاتراك فلفوه في شقة 15 ودفنوه رحمة الله عليه. هذا فعلهم به مع حسن سيرته فيهم وكفه عن اموالهم واعراضهم، ثم سيرت الرسل الى الآفاق لاخذ البيعة فتقدم شيخ الشيوخ الى البهلوان 16 صاحب همذان واصفهان والري وغيرهما فامتنع من البيعة فراجعه صدر 17 الدين واغلظ له في القول حتى انه قال لعسكره في حضرته، ليس لهذا عليكم طاعة ما لم يبايع لأمير المؤمنين بل يجب عليكم ان تخلعوه من الامارة وتقاتلوه فاضطروا الى البيعة والخطبة وارسل رضي 18 الدين بن القزويني مدرس النظامية الى الموصل لاخذ البيعة فبايع صاحبها وخطب للخليفة.
وفي هذه السنة هبت ريح سوداء شديدة مظلمة بالديار الجزرية والعراق وغيرها وعمت اكثر البلاد من الظهر الى ان مضى من الليل ربعه وبقيت الدنيا مظلمة لا يكاد الانسان ينظر 19 صاحبه قال ابن الاثير 20:
صفحه ۱۷۵