214

کسجد مسبوک

العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

ژانرها

أمما لا تحصى من اللكز واللان، وقفجاق وغيرهم، فلما قرب من اماكنهم جعل لهم الكمناء، في عدة مواضع. وسار نحوهم فلما لقيهم ناوشوه القتال فتأخر عنهم، فطمعوا فيه وتبعوه حتى توسطوا بين المكامن، وعطف عليهم وظهرت الكمناء فانهزم الكرج واخذتهم 29 سيوف المسلمين من كل جانب، فلم ينج منهم الا القليل، ثم ساروا [الى] 30 المدينة تفليس، فنزل قريبا منها، وقصدها في طائفة من العسكر فلما قاربها كمن اكثر العسكر في عدة مواضع، وسار الى المدينة في نحو ثلاثة آلاف فارس، فلما رأوه طمعوا فيه لقلة من معه فخرجوا اليه فتأخر عنهم، فازداد طمعهم وظنوه منهزما فتبعوه فلما توسطوا بين المكامن 31 خرجوا عليهم فقتلوا اكثرهم وانهزم الباقون، الى المدينة فدخلوها فتبعهم المسلمون ودخلوا معهم ونادوا بشعار الاسلام وباسم جلال الدين فالقى الكرج ما بايديهم، واستسلموا. فملك المسلمون البلد قهرا بغير أمان فقتلوا الكرج ولم يبقوا على صغير ولا كبير الا من أذعن بالاسلام فانه ابقي عليهم، وأمر بهم فختنوا، واخذ المسلمون الأموال وسبوا النساء والاولاد، وجل هذا الفتح وعظم موقعه في بلاد الاسلام، وكان الكرج قد استطالوا على المسلمين وفعلوا ما ارادوا. 32 وفي هذه السنة سار 33 مظفر الدين بن زين الدين صاحب اربل الى اعمال الموصل قاصدا لها وقد كان استقر بينه وبين جلال الدين خوارزمشاه وبين الملك المعظم صاحب دمشق وبين ناصر الدين صاحب ماردين وبين صاحب آمد أن يقصدوا البلاد التي للملك الأشرف ويتغلبوا عليها فبادر مظفر الدين الى بلد الموصل كما ذكرنا وسار جلال الدين من تفليس يريد خلاط 34 فاتاه الخبر أن نائبه بكرمان وهو بلاق 35 حاجب قد عصى عليه، فترك خلاط وسار مجدا الى كرمان وأرسل بين يديه رسولا الى صاحب كرمان بخلع ليطمئن نائبه ولا يستعد للامتناع فلما وصل الرسول الى كرمان، بالكسوة علم صاحبها أن ذلك مكيدة من جلال الدين فأخذ ما يعز عليه وصعد الى قلعة منيعة، فتحصن بها وجعل اصحابه في باقي الحصون وأرسل الى جلال الدين يقول له أنا العبد المملوك، ولما علمت بمسيرك أخليت لك البلاد لأنها بلادك فلما عاد الرسول علم جلال الدين انه لا يمكنه أخذ ما بيده من الحصون فقد كان جلال الدين بالقرب من اصفهان فارسل اليه الخلع واقره على 36 ولايته وعاد جلال الدين الى خلاط، ولما سار مظفر الدين الى الموصل، أرسل بدر الدين صاحب الموصل الى الملك الاشرف يستنجده وكان 37 بالرقة فسار مجدا من الرقة الى حران 38 ومن حران الى دنيسر 39 فخرب ماردين، فسار الملك المعظم من دمشق يريد حمص وحماة وأرسل الى اخيه الأشرف يقول له ان رحلت عن ماردين رحلت أنا عن حمص وحماة وأرسلت الى مظفر ليرجع عن بلد الموصل فرحل الاشرف على ماردين وعاد كل منهما الى بلده.

صفحه ۴۱۸