توفي في السنة المذكورة الفتح شيخ القراء 38 برهان الدين نصر 39 ابن محمد بن علي بن ابي الفرج الحصري البغدادي الفقيه الامام الحافظ الحنبلي قرأ القراءات 40 وسمع من طائفة كثيرة وروى عنه آخرون. وكان كاملا في الصفات، عارفا في عدة من الفنون سافر الى اليمن فادركه الأجل بالمهجم 41 في المحرم، وقيل في شهر ربيع الاخر من السنة المذكورة والله اعلم.

ومات ابو الحسن علي 42 بن محمد بن حسن النبيه الملقب كمال الدين الشاعر البارع المشهور، وكان مداحا للملوك واتصل بخدمة الملك الاشرف موسى بن العادل وله ديوان شعر مشهور توفي بنصيبين في شهر جمادى الاولى من السنة المذكورة وفي:

سنة عشرين وستمائة

انقرض بيت المملكة في الكرج. ولم تبق 43 منهم غير امرأة فوليت الملك، وقامت بالأمر، فطلبوا لها زوجا يتزوجها ويقوم بالملك نيابة عنها ويكون من بيت مملكة، فلم يك فيهم من يصلح لهذا الأمر فخطبها مغيث الدين طغرل شاه بن قلج ارسلان بن مسعود بن قلج ارسلان السلجوقي لولده فامتنعوا من اجابته لكونه مسلما، فقال نعم ان ابني ينتصر، ويتزوجها فاجابوه الى ذلك، فأمر ابنه فتنصر وتزوج الملكة المذكورة وانتقل اليها واستمر على نصرانيته وكانت هذه الملكة تهوى مملوكا لها وكان زوجها المذكور يسمع عنها القبائح ولا يمكنه الكلام لعجزه ثم انه دخل عليها يوما فوجدها نائمة مع 44 مملوكها في فراش واحد، فانكر عليها، وواجهها بالمنع منه، فقالت له ان رضيت بهذا والا انت أخبر.

فقال لا ارضى بهذا فنقلته الى بلد آخر، ووكلت به من يمنعه من الحركة وحجرت عليه وارسلت الى بلد اللان فاحضرت رجلين كانا قد وصفا لها فتزوجت احدهما فاقام اياما 45 ثم فارقته. واحضرت انسانا آخر وهو من كنجة مسلم فأمرته ان ينتصر ليتزوجها فلم يفعل، فأرادت ان تتزوجه وهو مسلم فقام عليها جماعة الامراء ومنعوها من ذلك.

صفحه ۳۹۴