ثم أخرج زجاجة أخرى ثم أخرى ...
ثم طلب مني أن أخلع ما تبقى من ملابسه جميعا، وأن أخلع ملابسي ونذهب للسرير، كان قد بدا ضعيفا وهزيلا وهو يقول ذلك، ولكنه فجأة غير رأيه قائلا: سارة، يا سارة.
أجبته في ضيق: نعم؟
قال لي آمرا: امشي جيبي الكوريك.
سألته: لييه؟ - عايز أوريك حاجة.
كان الجاروف في موقع ليس بالبعيد عن باب الكهف، في خطوتين نحو المخرج التقطته.
قال لي: اضربي به على القبر كما ضرب سيدنا موسى عليه السلام على البحر.
قلت له: ما فاهمة. - يعني ما عارفة كيف سيدنا موسى ضرب بعكازه البحر لما سكاه الفرعون؟ أنت ما مؤمنة؟
ثم أضاف وهو ينظر إلي بعينين حمراوين من فعل الخمر، وفي فمه ابتسامة مخمورة: اضربي القبر يا زولة، القبر دا.
مشيرا إلى قبر صديقنا حافظ الذي قتل ودفن في الصحراء، وعندما عثرنا على قبره بعد جهد جهيد ومغامرات ورشاوي، قمنا بإعادة دفنه هنا في كهوف مايا زوكوف، حيث إنها كانت أحب الأماكن لقلبه. - اضربي بقوتك كلها كشيوعية، لا تخشي في الضرب لومة لائم.
صفحه نامشخص