عسل مصفی
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
ژانرها
لا سيما على الغلمان والولدان، ثم هي أوفق بالرجال مع الحور الحسان، ذكر بعدها الإستبرق ليجمع بين السندس وهو الديباج الرقيق، والإستبرق وهو الديباج الغليظ.
فلما وصف لباسهم إن كان الموصوفون بها الخدام والمخدومين فوصف الحلي بعد ذلك فقال: وحلوا أساور من فضة وذكر هاهنا الفضة لأنهم إذا لبسوا الثياب الخضر والسندس والإستبرق ألبسوا أقلبة الفضة لأنها معا أزين وهي بها أليق وأحسن، وذكر في سورة الحج الذهب لأنه ذكر معها الحرير، والذهب مع الحرير أرفق لا سيما وقد ذكر اللؤلؤ، واجتماع البياضين في الجنس ليس/ 128/ كاجتماع أبيض وأصفر، والله أعلم، وقد ذكرنا في الفصل قبل هذا بأبلغ منه.
ثم لما ذكر الحلي والحلل بعد ذكر الكأس والشراب فذكر الساقي فقال:
وسقاهم ربهم شرابا طهورا أي طاهرا مطهرا، وإذا شربوه طهرت قلوبهم من الريب والدنس والغل والغش والنجس.
فانظر كيف وصف الله سبحانه ما يكرمهم به من أنواع الكرامات، ولا يحيط بها أجناس العبارات، كل ذلك إعلاء لشأنهم، ورفعا لمكانتهم ومكانهم، حيث أطعموا المسكين واليتيم والأسير فتقبلها الله منهم وعظم اليسير وجبر بفضله الكسير فالبائس الخائب من أبغض المرتضى وسبطيه، مع كثرة ما أثنى الله عليهما وعليه.
ثم قال بعد ذلك: إن هذا كان لكم جزاء يعني هذا الذي وصفت في هذه السورة كان لكم مكافاة بإطعامكم، وكان سعيكم مشكورا أي ما قدمتموه من إيثار السائلين على أنفسكم وأقوامكم/ 131/ كان مقبولا مرضيا فشكر الله صنيعكم وجزى بالخير جميعكم، وكذلك يفعل الله لمن يسعى في مرضاته، فيشكر ويتقبل، ويعطي ويتفضل، إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا لتبلغهم مرتبة المرتضى وسبطيه، وشرف الزهراء (رضوان الله عليهما) وما صارت إليه، فاصبر لحكم ربك فيهم وإن جاعوا ومرضوا وزلزلوا ودحضوا فإنهم يقتلون؟ وأشد الناس [أسوة] بالأنبياء الأمثل فالأمثل، فإن المرتضى يبتلى بالطعن كما ابتليت أنت بشج الوجه، وإن الحسن يبتلى بالسم كما ابتليته به يوم خيبر، وإن الحسين
صفحه ۱۰۸