عسل مصفی
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
ژانرها
يزيدون [147/ الصافات: 37] أراد: ويزيدون، وقال النابغة:
قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا
إلى حمامتنا أو نصفه فقد
وقال توبة بن الحمير:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر
لنفسي تقاها أو عليها فجورها
ولهما أمثال ونظائر كثيرة.
والوجه الثاني: معناها التسوية بين الحالين أي لا تطع منهم من أثم أو كفر أي لا هذا ولا هذا؟
والثالث: [أن أو] هي بمعنى الواو، مع إعادة لا، أقيمت مقامها إيجازا كما قال الشاعر:
لا وجد ثكلى كما وجدت
ولا وجد عجول أصلها رنع
أو وجد شيخ أضل ناقته
يوم يوافي الحجيج فاندفعوا
يريد: ولا وجد شيخ، ومعنى الآية- والله أعلم-: إنا نحن تولينا إنزال القرآن وأردناك به، ونحن نمنع منك، فاصبر لما أنزلناه من أجله، ولما حكمنا عليك فيه، ولا تطع من نهاك عنه فما فيهم إلا اثم كفور.
وقال الزجاج: «أو» هاهنا أوكد من الواو، لأن الواو [لا تدل على ما تدل عليه لفظة «أو» ف] إذا قلت: «لا تطع زيدا وعمرا» وأطاع [المأمور] أحدهما كان غير عاص لأنه أمره أن لا يطيع الاثنين، وإذا قال: [لا تطع] اثما أو كفورا، ف [لفظة] «أو» قد دلت على أن كل/ 114/ واحد منهم أهل لأن يعصى، وكما أنك إذا قلت:
«لا تخالف الحسن أو ابن سيرين» فقد قلت: إن هذين أهل لأن يتبع.
فإن قيل: كيف قال: ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا فأمره بالسجود مبعضا بمن؟
قلنا: هذا منسوق على ما قبله وهو قوله: واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل أراد بالذكر الصلاة المكتوبة في طرفي الليل، و[أراد من] قوله:
بكرة صلاة الفجر، [وأراد من قوله:] وأصيلا صلاة الظهر والعصر، ألا ترى أنك تقول لصاحبك إذا زالت الشمس: «كيف أمسيت»؟
وقوله: ومن الليل أراد به المغرب والعشاء، ثم قال: فاسجد له تأكيدا
صفحه ۹۸