قال: «كيف ذلك؟! قل، قل حالا.»
قال: «رأيتك تصانع الأفشين ولا تخاطبه إلا على يد الخليفة، ورأيته يخادعك ويبغي الفرار بهما إلى حيث لا تعلم. والعمر لا يتسع للتفتيش عليهما مرة ثانية. فخطر لي أن أعمد إلى القوة على غير علمك لئلا تشير علي بأن أتجنب أسباب الشقاق . وكنت قد علمت أن الأفشين يحاول الفرار بهما وقد أمر سامان بذلك، فاتفقت مع حماد على أن نأخذهما بالقوة ونأخذه معهما، وقد فعلنا وأصلنا العروسين إلى بيت الصاحب في سامرا، وزججنا سامان في السجن حتى نعود.»
ففرح ضرغام في قلبه ولكنه قال: «ألم يكن الأولى أن نبقي على عهد الأفشين، فقد وعدني بين يدي الخليفة أن يعقد لي على جهان حالما نرجع إلى سامرا.»
قال: «وهل صدقت أنه ينوي إرسالها إلى سامرا؟»
فالتفت إلى حماد وقال: «وأنت أيها الصديق أرجو أن تكون قد سعدت برؤية ياقوتة، ولكن لماذا رجعت؟»
قال: «رجعت لأكون في معيتك وأتم خدمتي لك.»
وكانت الحملة سائرة فرقا وضرغام في فرقة المعتصم ليكون قريبا منه. ولما أمسى المساء حطت الأحمال ونزل الناس للراحة والرقاد.
وقص وردان على ضرغام حديث مكايد جديدة يكيدها القوم للمعتصم من قبيل ما كان أطلعه عليه وأن حياة الخليفة في خطر ولا بد من إبلاغ الخليفة الأمر.
فقال حماد: «أنا أنقل الخبر إلى الخليفة وإنما أطلب من ضرغام أن يدخلني عليه في خلوة.»
قال: «قم بنا الآن.» وكان الوقت عشاء، فلما وصلا إلى فسطاط الخليفة استأذن ضرغام في خلوة فأذن له، فدخل ومعه حماد فقال الخليفة: «ما وراءك يا صاحب؟»
صفحه نامشخص