104

عروس فرغانه

عـروس فرغانة

ژانرها

فدخل سامان وعيناه تذرفان الدموع وقد احمرتا من البكاء، ولما أقبل عليها ترامى بين يديها وهو يبكي، فشغلها بذلك عن تعنيفه. ولم تفهم سبب بكائه فابتدرته قائلة: «ما بالك؟ ما الذي يبكيك؟»

قال وصوته مختنق من البكاء: «لا أدري ...»

قالت: «كيف لا تدري ... قل ... قل!»

فلم يجبها وسكت وجعل يمسح دموعه بكمه وهو مطرق، فقالت: «من أين أتيت؟» قال: «من سامرا.»

فقالت: «وكيف ضرغام؟ هل لقيته؟» فلما ذكرت ضرغاما عاد إلى البكاء فاختلج قلبها في صدرها ووقفت فجأة وصاحت فيه: «قل ما بالك؟ كيف ضرغام ... أين هو ؟»

فتراجع وأمسك بيدها كأنه يستمهلها حتى يسكن روعه ثم قال: «لا أعلم أين هو.»

قالت: «ألم تقل إنك كنت في سامرا؟»

قال: «نعم كنت فيها. ولكنه ليس هناك.»

فقالت: «ضرغام ليس في سامرا؟»

قال: «نعم يا أختي ليس هناك، وقد سألت الناس كافة فلم أجد بينهم من يعلم أين هو.»

صفحه نامشخص