قالت: «نعم، إنه يتأهب لحرب شديدة.»
قالت: «مع من؟» قالت: «جاء جواسيسه بالأمس، وكان قد أرسلهم ليتجسسوا أحوال المسلمين في العراق، فأخبروه أن المسلمين يتأهبون لإرسال حملة عظيمة عليه، يقودها الأفشين صاحب أشروسنة بنفسه.»
فلما سمعت اسم الأفشين ارتجفت وتذكرت أنه علة بلواها، ولو انتبهت هيلانة لرأت أثر ذلك التغير في عينيها، ولكنها لم تكن تعرف عن جهان إلا أنها بنت مرزبان في فرغانة طلبها بابك ولم ترض به فاختطفها قسرا. فقالت جهان: «وهل جاء الأفشين نفسه؟»
قالت: «لا أدري، ولكنه آت ولا شك في ذلك، وقد خرج بابك من البذ في جماعة من رجاله ليقيم العراقيل وينصب الأرصاد في الطريق. وقد لا يعود إلينا قبل بضعة أيام.»
ففرحت للخبر ونبهها ذكر الجواسيس الذين عادوا من العراق فسألت: «هل تعرفين أحدا من الجواسيس الذين عادوا من العراق؟»
قالت: «خادمتي تعرف واحدا منهم.»
وكانت خيزران قد ذهبت وعادت بالعشاء إلى سيدتها ووقفت تسمع الحديث، فلما سمعت هيلانة تقول إن خادمتها تعرف أحد الجواسيس ابتدرتها قائلة: «أي خادمة يا سيدتي؟»
قالت: «التي دلتك علي.»
قالت: «عرفتها، حقا إنها لطيفة كأنها اقتبست من سيدتها.»
فقالت هيلانة وهي تضحك: «لذا وقع الجاسوس في هواها ولا يزال يحمل إليها الهدايا ويأتمر بأمرها ويريد أن يتزوجها.»
صفحه نامشخص