دهش الكاهن مولر عندما وجد أن السيد كوهين أكثر ذكاء وخبرة بشئون الحياة مما يبدو، فقد قضى معظم شبابه مرتحلا في وسط آسيا والشرق الأوسط، مستغلا ميراثا صغيرا كي يكون رأس المال الذي بنى به مشروعه. وزار عشرات البلدان، ورغم أن تعليمه الرسمي لم يتجاوز سن الثالثة عشرة، فقد كان مثقفا مطلعا كأي من معلمي كلية روبرت. وربما كانا سيستمران في حديثهما وقت الغداء لولا وعكة السيد كوهين المفاجئة العنيفة. اعتذر بشدة، وأوضح أنه مصاب بدوار البحر الذي يصيبه بالوهن، ورفض كل عروض المساعدة مصرا على أن أفضل علاج هو الرقود والراحة حتى يهدأ البحر.
انتهز جيمس تلك الفرصة كي يخرج في جولة ويكتب بضعة خطابات في المكتبة، وعندما عاد إلى الغرفة قبيل العشاء وجد السيد كوهين راقدا وظهره للباب في الفراش العلوي. كانت الغرفة تفوح برائحة العرق الجاف ونكهة المرض. اقترب جيمس من الفراش ووضع يده على كتف السيد كوهين وأيقظه برفق. «أيها السيد كوهين، أهلا بك في عالم اليقظة.»
تمتم قائلا وهو ينقلب على ظهره: «السيد مولر.»
فاستدرك مصححا له: «جيمس، أو الكاهن مولر إذا سمحت.»
طرف يعقوب بعينيه وجال بلسانه في فمه. «معذرة.»
فأجاب جيمس وهو يجلس على الفراش السفلي: «لا عليك، لا مشكلة على الإطلاق. أخبرني يا سيدي، كيف حالك الآن؟» «أفضل قليلا.» «جميل أن أسمع ذلك.»
وبينما كانا يتحدثان، خلع جيمس حذاءه وارتدى سروالا جديدا.
تساءل السيد كوهين: «كم الساعة؟»
قال جيمس وهو يخرج الساعة من جيبه كي يتأكد: «إنها تمام السابعة، سوف يقدم العشاء في غضون نصف ساعة.»
غسل جيمس يديه بسرعة، ونضح القليل من الماء على وجهه، ثم نظر لنفسه في المرآة.
صفحه نامشخص