غفرت [لك] وأما ذريتك فمن جاء منهم [هذا] البيت فباء بذنبه غفرت له، فحج آدم فاستقبلته الملائكة بالردم، فقالت: بر حجك يا آدم، قد حججنا هذا البيت قبلك بألفى عام، قال فماذا كنتم تقولون حوله؟ قالوا: كنا نقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فكان آدم إذا طاف يقول هؤلاء الكلمات، وكان طواف آدم (عليه السلام) سبعة أسابيع بالليل وخمسة أسابيع بالنهار (1).
قال نافع: كان ابن عمر (عليه السلام) يفعل ذلك (2).
عن عثمان بن ساج قال أخبرنى سعيد أن آدم (عليه السلام) حج على رجليه سبعين حجة ماشيا وأن الملائكة لقيته بالمأزمين فقالوا: بر حجك يا آدم، أما إنه حججنا قبلك بألفى عام (3).
ذكر بناء ولد آدم (عليه السلام) البيت بعد آدم (عليه السلام)
عن وهب بن منبه قال: لما رفعت الخيمة التى عزى الله بها آدم (عليه السلام) من حلية الجنة حين وضعت له بمكة فى موضع البيت، ومات آدم (عليه السلام) فبنى بنو آدم من بعده مكانها بيتا بالطين والحجارة فلم يزل معمورا يعمرونه [هم] ومن بعدهم حتى كان زمن نوح (عليه السلام) فنسفه الغرق وغير مكانه حتى بوئ لإبراهيم (عليه السلام) (4).
عن عثمان بن ساج قال: بلغنا- والله تعالى أعلم- أن إبراهيم خليل الله تعالى عرج به إلى السماء، فنظر إلى الأرض مشارقها ومغاربها فاختار موضع الكعبة، فقالت له الملائكة: يا خليل الله، اخترت حرم الله فى الأرض، قال: فنباه من حجارة سبعة أجبل، قال: ويقولون خمسة، وكانت الملائكة تأتى بالحجارة إلى إبراهيم (عليه السلام) من تلك الجبال (5).
صفحه ۲۱