عرائس البيان في حقائق القرآن

روزبهان باقلی d. 606 AH
95

عرائس البيان في حقائق القرآن

عرائس البيان في حقائق القرآن

ژانرها

سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم (261))

قوله تعالى : ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) وقع عليه السلام في طلب مشاهدة القدرة صرفا ليرى بنورها مشاهدة القادر في المقدور ، وأيضا تعجبه في القدرة ليس بشك ؛ ولكنه تلون الخاطر ونقله من مقام الإيمان إلى مقام مشاهدة الحال في ظهور البرهان ، وأيضا خاض في بحر التفكر لطلب در المعرفة ، والفرق بين سؤال إبراهيم وعزير عليهما الصلاة والسلام أن إبراهيم عليه السلام كان في محل التمكين فأراه الله تعالى مشاهدة القدرة في غيره ، وكان عزير عليه السلام في محل التلوين فأراه الله مشاهدة القدرة في نفسه حتى يباشر قلبه نور الصفات ، فيشاهد حقيقة فعل القديم ، ويصير محكما في محل التمكين ، وأيضا مقام الخليل عليه السلام مقام الانبساط ، ومقام عزير عليه السلام مقام التحير ، فانبسط الخليل عليه السلام وسأل مشاهدة الصفات في لباس الآيات ، فأراه ما سأله في غيره ؛ لأنه مملوء من أنوار القدرة ، فيطلب مزيدا على حاله ، وتعجب عزير عليه السلام نبي الله من غاية تحيره في أسرار الربوبية ، فأراه الله الآيات في نفسه تأديبا له ؛ لأن أهل الانبساط ليس بمؤاخذين كخليل الله عليه السلام ، وأيضا سؤال الخليل عليه السلام في طلب المشاهدة وتعجب عزير عليه السلام تحير في كمال القدرة بطلب الآيات تثبيتا للوحدانية ، وأيضا مقام الخليل عليه السلام مقام اتحاد تجلي الصفات ، ومقام عزير عليه السلام مقام اتحاد تجلي الأفعال فتجلي الصفات باشر قلب الخليل عليه السلام لقوله : ( ولكن ليطمئن قلبي ) وتجلي الأفعال باشر صورة عزير عليه السلام ليكون له تحصيل العلم بقدرة القادر لقوله : ( أعلم أن الله على كل شيء قدير ) وأيضا خص الخليل عليه السلام بتجلي الصرف بلا آيات في نفسه ، فلا يحتاج إلى أن يميته ثم يحييه ؛ لأن الحق يتجلى له في نفسه بلا واسطة الآيات ، ولكن يحتاج أن يرى الحق في غيره فيختص بالمنزلتين الصرف والالتباس ، ولم يكن لعزير عليه السلام مشاهدة الخاص ، فيحتاج أن يراه في نفسه بواسطة موته وحياته ، وفي غيره يعني في الحمار واللبن والثمار ، ليكون له مقامات وإن لم يكن صرفا كمشاهدة إبراهيم عليه السلام وهو بعد ما رأى من نفسه ما رأي فقيل له : ( فانظر إلى طعامك وشرابك ) وهو مشاهدة الله في غيره ، وأيضا بلغ الخليل عليه السلام مقام كشف المعاينات في الحياة ، وكشف له ملكوت الأشياء لأجل اقتباسه نور مشاهدة الحق في الآيات ، ولم يضطر إلى أن يغيب روحه من الحواس حتى يرى صرف العين ؛ لأنه في حال الصحو ، ولم يبلغ عزير في ذلك الزمان مقام العيان ، فأنجاه الله إلى غيبته عن الصورة بنعت الغشيان ليرى في حال غيبته مشاهدة الحق ؛ لأنه في حال السكر ، فلما انتبه رأى في صحوه ما رأى في سكره ، لكن ما رأى في السكر وحال الغيبة مشاهدة الروح ، وما رأى في الصحو مشاهدة العيان.

وقيل : أري إبراهيم عليه السلام إحياء الموتى في غيره ، وأري عزير عليه السلام في نفسه ؛ لأن الخليل عليه السلام

صفحه ۱۰۵