عرب هذا الزمان: وطن بلا صاحب
عرب هذا الزمان: وطن بلا صاحب
ژانرها
وقبل مؤتمر أنابوليس وضعت إسرائيل شرطا للاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ما زالت في الأذهان وفي الأقوال، دون الأرض والأفعال، وهو أنها دولة يهودية. وفي خطاب الرئيس الأمريكي الافتتاحي قال إن إسرائيل دولة قومية لليهود، وهو ما يتفق مع قرار التقسيم في 1948م، دولتان؛ واحدة للعرب والثانية لليهود. والغاية من ذلك الدفاع عن الكيان الصهيوني على الأمد الطويل، والنظر إلى الآجل دون العاجل.
ما دامت إسرائيل لم تستطع الحفاظ على توسعها واحتلالها لأراضي دول الجوار إلى ما لا نهاية بعد ازدياد المقاومة، والإصرار العربي على أنه لا سلام ولا اعتراف إلا بعد الانسحاب من الأراضي المحتلة منذ 1967م، وكما قررت بذلك المؤتمرات السابقة في مدريد وأوسلو، وكما عبرت عن ذلك بوضوح مبادرة السلام العربية؛ الأرض في مقابل السلام، الانسحاب الكامل في مقابل التطبيع الكامل؛ فالانتصار العسكري والتوسع الاستيطاني لهما حدود. لا تستطيع إسرائيل قضم ما لا تستطيع أن تهضم. المقاومة تشتد، والمقاطعة مستمرة، والرفض ما زال هو الغالب على الوجدان العربي بصرف النظر عما تفعله أو تريده الحكومات.
وبهذا المطلب الجديد، الدولة اليهودية، تريد إسرائيل تحقيق أربعة أهداف:
الأول:
إخراج عرب 1948م من إسرائيل بعد أن أصبح التزايد السكاني لأكثر من مليون عربي منذ الاحتلال هما ثقيلا على إسرائيل. والتقارير تفيد أنه حتى عام 2050م يتجاوز العرب في إسرائيل عدد الإسرائيليين مهما ازدادت الهجرات، «تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة.»
والغربيون أنانيون لا يحبون التكاثر خوفا من انخفاض مستوى المعيشة. وإذا ما انضم على الأمد الطويل اليهود العرب إلى إخوانهم، فإن العرب يكونون الأغلبية في إسرائيل، وتضيع هوية الدولة وشرعيتها، ويتحول عرب إسرائيل إلى مواطنين من الدرجة الأولى لما كانت لهم الأغلبية، وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية كما هو الحال الآن. وفي أحسن الأحوال يتم تبادلهم مع المستوطنين الإسرائيليين بعد 1967م الذين قاربوا ثلاثة أرباع المليون، عرب في إسرائيل في مقابل إسرائيليين في الدولة الفلسطينية إن قامت.
الثاني:
حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين منذ 1948م، بالإضافة إلى لاجئي 1967م المقيمين في المخيمات في لبنان وسورية والأردن ومصر، والمنتشرين في كافة الوطن العربي، بل وفي الخارج في أوروبة وأمريكة، وفي الشتات في كل بقاع العالم؛ ومن ثم يمكن التخلص من تجمعات سكانية يسهل فيها تجنيد شبابها في المقاومة، وممارسة العنف وتفريخ «الإرهاب» بلغة أمريكية وإسرائيل. وحماس في غزة شاهد على ذلك، وحزب الله في جنوب لبنان شاهد آخر. ولا يحق لهم العودة إلى دولة يهودية وهم غير يهود، مسلمين ونصارى. وينتهي الوطن لصالح الدين، وهوية المواطن لصالح الطائفة.
الثالث:
شرعية هجرة يهود العالم إلى إسرائيل، الدولة اليهودية، استمرارا من الشتات إلى العليا، بحيث يمكنها استيعاب ثمانية مليون يهودي خارج إسرائيل إلى الداخل؛ وبالتالي تصبح إسرائيل أربعة عشر مليونا، وهم عدد اليهود في العالم، بما فيهم يهود أمريكة عامة، ونيويورك خاصة. وهو نوع من الأمن الكمي السكاني وسط المحيط العربي، ثلاثمائة وخمسون مليون عربي وسط مليار وربع من المسلمين. فبعد حرب أكتوبر (تشرين) 1973م، وحرب لبنان وفي مقدمته المقاومة اللبنانية، وحزب الله في قلبها عام 2006م، أحسن العرب الكيف، وإدارة الحرب، واستعمال الصواريخ. وإيران تقوى يوما بعد يوم، والحمية الإسلامية هي المسيطرة على الشوارع، ومسلمو أندونيسية وبنجلاديش والملايو وأواسط آسيا والصين يتوقون إلى الاستشهاد في القدس؛ فالدولة اليهودية تقابل كما بكم حتى ولو كان في صالح العرب والمسلمين. يكفيها نصرة الغرب وأمريكة لها، وعداؤها للعرب والمسلمين.
صفحه نامشخص