عاقبه در یاد مرگ
العاقبة في ذكر الموت
پژوهشگر
خضر محمد خضر
ناشر
مكتبة دار الأقصى
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٦ - ١٩٨٦
محل انتشار
الكويت
فَقَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كغصن كثير الشوك أَدخل فِي جَوف رجل فَأخذت كل شَوْكَة بعرق ثمَّ جذبه رجل شَدِيد الجذب فَأخذ مَا أَخذ وَأبقى مَا أبقى
وَذكر أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُسْنده من حَدِيث جَابر بن عبد الله ﵁ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ تحدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج فَإِنَّهُم كَانَت فيهم أَعَاجِيب ثمَّ أنشأ يحدث قَالَ خرجت طَائِفَة فَأتوا مَقْبرَة من مقابرهم فَقَالُوا لَو صلينَا رَكْعَتَيْنِ ودعونا الله تَعَالَى أَن يخرج لنا بعض الْأَمْوَات فيخبرنا عَن الْمَوْت قَالَ فَفَعَلُوا فَبَيْنَمَا هم على ذَلِك إِذْ أطلع رجل رَأسه من قبر وَبَين عَيْنَيْهِ أثر السُّجُود فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ مَا أردتم إِلَيّ فوَاللَّه لقد مت مُنْذُ مائَة سنة وَمَا سكنت عني حرارة الْمَوْت حَتَّى الْآن فَادعوا الله أَن يُعِيدنِي كَمَا كنت
وَفِي الْخَبَر أَن العَبْد الصَّالح ليعالج سَكَرَات الْمَوْت وكروبه وَإِن مفاصله ليسلم بَعْضهَا على بعض يَقُول عَلَيْك السَّلَام لَا نَجْتَمِع إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
وَأما مُشَاهدَة صُورَة ملك الْمَوْت وَمَا يدْخل فِي الْقلب مِنْهُ من الروع والفزع فَهُوَ أَمر لَا يعبر عَنهُ لعظم هوله وفظاعة رُؤْيَته وَلَا يعلم حَقِيقَة ذَلِك إِلَّا الَّذِي يُشَاهِدهُ ويطلع عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هِيَ أَمْثَال تضرب وحكايات تحكى
يرْوى أَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل ﵇ قَالَ لملك الْمَوْت هَل تَسْتَطِيع أَن تريني الصُّورَة الَّتِي تقبض بهَا روح الْفَاجِر فَقَالَ لَا تطِيق ذَلِك قَالَ بلَى قَالَ فَأَعْرض عني فرض عَنهُ ثمَّ الْتفت فَإِذا هُوَ بِرَجُل أسود الثِّيَاب قَائِم الشّعْر منتن الرّيح يخرج من فِيهِ ومناخره لَهب النَّار وَالدُّخَان قَالَ فَغشيَ على إِبْرَاهِيم ﵇ ثمَّ أَفَاق وَقد عَاد ملك الْمَوْت إِلَى صورته الأولى فَقَالَ يَا ملك الْمَوْت لَو لم يلق الْفَاجِر عِنْد مَوته إِلَّا رُؤْيَة وَجهك لَكَانَ ذَلِك
1 / 115