عاقبه در یاد مرگ
العاقبة في ذكر الموت
ویرایشگر
خضر محمد خضر
ناشر
مكتبة دار الأقصى
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٦ - ١٩٨٦
محل انتشار
الكويت
وَذكر التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أنس عَن النَّبِي ﷺ قَالَ يجاء بِابْن آدم يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُ بذج فَيُوقف بَين يَدي الله ﷿ فَيَقُول الله لَهُ أَعطيتك وخولتك وأنعمت عَلَيْك فَمَاذَا صنعت فَيَقُول يَا رب جمعته وثمرته فتركته أَكثر مَا كَانَ فارجعني آتِك بِهِ فَيَقُول لَهُ أَرِنِي مَا قدمت فَيَقُول يَا رب جمعته وثمرته وَتركته أَكثر مَا كَانَ فارجعني آتِك بِهِ فَإِذا عبد لم يقدم خيرا فيمضى بِهِ إِلَى النَّار
فتفكر أَيهَا الْمِسْكِين فِي نَفسك بَيْنَمَا أَنْت فِي هَذَا الْيَوْم الَّذِي وصف لَك وَفِي هَذَا الْحَال الَّذِي حدثت عَنهُ وَقد جيىء بجهنم كَمَا رُوِيَ فِي الصَّحِيح تقاد بسبعين ألف زِمَام مَعَ كل زِمَام سَبْعُونَ ألف ملك يجرونها حَتَّى تكون بمرأى من الْخلق ومسمع يرَوْنَ لهيبها ويسمعون زفيرها
اذ أَخذ بضبعيك وَقبض على عضديك وَجِيء بك تَتَخَطَّى الرّقاب وتخترق الصُّفُوف وَالْخَلَائِق ينظرُونَ إِلَيْك حَتَّى إِذا وقفت بَين يَدي الله تَعَالَى فَسُئِلت عَن الْقَلِيل وَالْكثير والنقير والقطمير وَلَا تَجِد أحدا يُجَاوب عَنْك بِلَفْظَة وَلَا يعينك بِكَلِمَة وَلَا يرد عَنْك جَوَابا فِي مَسْأَلَة
وَأَنت قد شاهدت من عظم الْأَمر وجلالة الْقدر وهيبة الحضرة مَا أذهب بيانك وأخرس لسَانك وأذهل جنانك وَنظرت يَمِينا وَشمَالًا وَبَين يَديك فَلم تَرَ إِلَّا النَّار وعملك الَّذِي كنت تعْمل وكلمك رب الْعِزَّة ﷻ بِغَيْر حجاب يحجبك وَلَا ترجمان يترجم لَك كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر الصَّحِيح وسئلت عَن كل شَيْء كَانَ مِنْك فِي حق نَفسك وَحقّ غَيْرك وَقيل لَك مَالك من أَيْن اكتسبته وَمن أَيْن جمعته وفيم أنفقته فَمَا ظَنك بِنَفْسِك فِي ذَلِك الْيَوْم وَكَيف يكون فزعك وجزعك
1 / 299