عاقبه در یاد مرگ
العاقبة في ذكر الموت
پژوهشگر
خضر محمد خضر
ناشر
مكتبة دار الأقصى
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٦ - ١٩٨٦
محل انتشار
الكويت
خرجت من الدُّنْيَا وَقَامَت قيامتي ... غَدَاة أقل الحاملون جنازتي
وَعجل أَهلِي حفر قَبْرِي وصيروا ... خروجي وتعجيلي أجل كَرَامَتِي
كَأَنَّهُمْ لم يعرفوا قطّ صُورَتي ... غَدَاة أَتَى يومي عَليّ وساعتي
وَلما احْتضرَ أَبُو بكر الصّديق ﵁ جَاءَتْهُ ابْنَته عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ ﵂ فَلَمَّا رَأَتْهُ تمثلت بِهَذَا الْبَيْت
لعمرك مَا يُغني الثراء عَن الْفَتى ... إِذا حشرجت يَوْمًا وضاق بهَا الصَّدْر
فكشف أَبُو بكر عَن وَجهه وَقَالَ لَيْسَ كَذَلِك وَلَكِن قولي وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ ذَلِك مَا كنت مِنْهُ تحيد
ثمَّ قَالَ فِي كم كفن رَسُول الله ﷺ قَالَت فِي ثَلَاثَة أَثوَاب بيض سحُولِيَّة فَقَالَ أَبُو بكر خُذُوا هَذَا الثَّوْب لثوب كَانَ عَلَيْهِ قد أَصَابَهُ مسك أَو زعفران فاغسلوه ثمَّ كفنوني فِيهِ مَعَ ثَوْبَيْنِ آخَرين وَكَانَ ثوبا خلقا فَقَالَت عَائِشَة ﵂ مَا هَذَا تُرِيدُ أَنه خلق فَقَالَ أَبُو بكر الْحَيّ أحْوج إِلَى الْجَدِيد من الْمَيِّت إِنَّمَا هَذِه للمهل يُرِيد الصديد والقيح ثمَّ سمع منشدا فِي الْبَيْت ينشد
وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ ... ثمال الْيَتَامَى عصمَة للأرامل
فَالْتَفت إِلَيْهِ أَبُو بكر ﵁ وَقَالَ ذَاك رَسُول الله ﷺ وَصدق أَبُو بكر فَهَذَا الْبَيْت قَالَه أَبُو طَالب عَم رَسُول الله فِي قصيدته الَّتِي مدح بهَا رَسُول الله ﷺ وَقَالَ فِيهَا
وَمَا ترك قوم لَا أبالك سيدا ... يحوط الذمار غير ذرب مواكل
وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ ... ثمال الْيَتَامَى عصمَة للأرامل
1 / 122