2
وهو واحد من كتب كثيرة بحث فيها موضوع المنظومة الشمسية بحثا علميا على أسلوب الأدب والقصة:
ولما كان المفروض أن النجم العابر كالشمس في تكوينه فالموجة التي تبرز على الشمس عند عبوره لا بد أن تبرز موجة مثلها على سطحه، لعلها لم تنفصل وعادت إلى مكانها لسرعة مسيره في وجهته، ويتوقف مقدار البروز على حجم الكوكب، فينفصل الجزء البارز من النجم الأصغر قبل انفصاله من النجم الكبير، وإذ كنا نعلم أن أجزاء الشمس هي التي انفصلت فالذي يفهم من ذلك لزاما أن والد سيارتنا يكبر الشمس جرما، ويستبعد أن يكون قد حمل معه أحدا من أطفاله لسرعة العبور - كما تقدم - فلا حرج من القول بأن الأم - الشمس - ضمت إليها كل ذريتها ما خلا آحادا قلائل خرجوا بدادا على النظام ... •••
والأستاذ جامو مختص بهذه المباحث عاون في نشأته أكبر العلماء أمثال بوهر الدنمركي وروذرفورد الإنجليزي، واستقل بعد ذلك بدراسة الشمس والظواهر الفلكية، وترجيحه لهذا الفرض الأخير له قيمته الراجحة ولا ريب، ولكنه لا يعني أنه أكثر من فرض يقبل التعديل كرة أخرى كغيره من الفروض. •••
وكيفما كان مقطع الظن في هذه الفروض، فالواضح من تعددها واختلافها أن المنظومات الشمسية ظاهرة نادرة في السماوات لم يبلغ من تكرارها أن تتفق الأفكار على تعليلها.
وهذا هو المميز الأول للكرة الأرضية بين الأجرام السماوية.
ثم يأتي مميز آخر يميزها بين سيارات المنظومة الشمسية نفسها في موقعها وفي حجمها.
وكلما تقدم علم الكيمياء على الخصوص، وتقدم معه فهم العناصر وعوامل تركيبها، تبين للباحثين في مواطن الحياة أن الخصائص التي تلائم ظهور الحياة قد توافرت في الكرة الأرضية على نحو لم يتكرر في سيارة أخرى.
فالمريخ فيه الماء، ولكن الأودية الواسعة والأقنية المنسقة التي تبدو على سطحه لم تمتلئ بالماء، ويظن أن تلك الأقنية خطوط تفصل بين المناطق المختلفة فيه. ومنها ما يختفي عند تحقيق النظر إليه بالمكبرات الحديثة، ولا يصلح جوه للحياة كما نعهدها لشدة البرد وتقلب الأجواء عليه.
والزهرة قد يوجد فيها ثاني أكسيد الكربون، ولكن الأكسجين فيها نادر. ولم تظهر على سطح الزهرة تفصيلات تدل على بيئاتها الإقليمية مع تعاقب الأرصاد بمختلف الأضواء. إما لإحاطته بالظلام أو لخلوه من التفصيلات. وفي كلتا الحالتين لا يصلح الكوكب للحياة.
صفحه نامشخص