فقد ضل وغوى وكذب وافترى فان الامر أرفع واظهر من أن يتلوث بخواطر البشر وكلما تصوره العالم الراسخ فهو عن حرم الكبرياء بفراسخ.
اعتصام الورى بمعرفتك
عجز الواصفون عن صفتك
* عقيدة الامامية في أن العباد ليسوا بمجبورين على افعالهم
وذهب قوم وهم المجبرة الى أنه تعالى هو الفاعل لأفعال المخلوقين فيكون قد أجبر الناس على فعل المعاصي وهو مع ذلك يعذبهم عليها وأجبرهم على فعل الطاعات ومع ذلك يثيبهم عليها لأنهم يقولون إن افعالهم في الحقيقة أفعاله وإنما تنسب إليهم على سبيل التجوز لأنهم محلها ومرجع ذلك الى إنكار السببية الطبيعية بين الاشياء وأنه تعالى هو السبب الحقيقي لا سبب سواه ويدل على بطلان قولهم وجوه :
منها أن كل عاقل لا يشك في الفرق بين الحركات الاختيارية والاضطرارية وأن هذا الحكم مركوز في عقل كل عاقل بل فى قلوب الاطفال والمجانين فان الطفل لو ضربه غيره بعصى تؤلمه ذم الضارب دون العصى وكذا لو رماه بآجرة فانه يذم الرامى دون الأجرة بل يمكن ادعاء أن ذلك حاصل في الحيوانات والبهائم ولذا قال أبو الهذيل حمار بشر اعقل من بشر لان حمار بشر إذا أتيت به الى جدول كبير فضربته لم يطاوع على العبور وإن اتيت به الى جدول صغير جازه وعبره لانه فرق بين ما يقدر عليه وما لا يقدر وبشر لم يفرق بينهما فحماره اعقل.
ومنها مكابرة الضرورة والبداهة فان العاقل يفرق بالضرورة بين ما يقدر عليه كالحركة يمنة ويسرة والبطش باليد اختيارا وبين الحركة الاضطرارية كالوقوع من شاهق وحركة المرتعش وحركة النبض.
ومنها أنه يلزم أن يكون الله تعالى اظلم الظالمين تعالى عن ذلك علوا كبيرا لانه اذا خلق فينا المعصية ولم يكن لنا فيه اثر ثم عذبنا عليها وعاقبنا على صدورها
صفحه ۳۲