133

السمن شثن الكفين عظيم الكراديس أصلع ليس في رأسه شعر الا من خلفه كثير شعر اللحية ، وكان لا يخضب ، والمشهور أنه كان ابيض اللحية ، وكان اذا مشى تكفأ شديد الساعد واليد قويا ما صارع احدا إلا صرعه.

وفي الكامل لابن الأثير الجزرى : وكان من احسن الناس وجها ولا يغيره شيبه كثير التبسم.

وقال ابن ابى الحديد في مقدمة شرح النهج : اما شجاعة علي فانه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله ومحا اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحرب مشهورة يضرب بها المثل إلى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فر قط ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز إلا مثله ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الأولى الى ثانية.

وفي الحديث كانت ضرباته وترا ، ولما دعا معاوية إلى المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل احد هما قال له عمرو بن العاص : لقد انصفك. فقال معاوية : ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم ، أتأمرني بمبارزة ابي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق ، اراك طمعت في إمارة الشام بعدي.

وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته ، فأما قتلاه فافتخار رهطهم بأنه قد قتلهم اظهر واكثر ، قالت أخت عمرو بن عبد ود ترثيه وتفتخر بأن قاتله سيد شجعان العرب :

لو كان قاتل عمرو غير قاتله

لكنت ابكي عليه دائم الأبد

وجملة الأمر أن كل شجاع في الدنيا إليه ينتهى وباسمه ينادي في مشارق الأرض ومغاربها ، وتالله لو تجسمت الشجاعة وتمثلت في شخص لكان ذلك الشخص هو أمير المؤمنين ، بل لو عرف قدماء اليونان لاتخذوه إلها للشجاعة في جملة آلهتهم التي عبدوها. ومن سبر حاله في غزواته مع النبي (ص) عرف صحة ما يقول. وقد تقدمت اوصافه (ع) في الامامة مفصلا.

صفحه ۱۳۵