المعرفة السابعة
قال أهل الإسلام كافة: إن أسماء الله التي سمته بها محدثة منا، وأنها تفيد ذاته، وأنه تعالى مثل قولنا: القادر العالم الحي القيوم القدير، وأن القادر الذي هو الله تعالى هو العالم، وهو الحي وليس القادر غير العالم ولا الحي غير القادر، ولا فيه تزايد تعالى ولا تعدد ولا حدوث ولا تجدد.
وقالت المطرفية: أسماؤه تعالى كثيرة، وكلها قديمة ومع ذلك هي الذات، والذات هي، وهذا محال؛ لأن الإسم هو قول القائل وكلامه، والكلام والأقوال من قبل المحدثات بدليل أن قولك قادر يتقدم القاف على الألف، والألف على الدال ، والدال على الراء، وما تقدمه غيره فهو محدث، فكيف يصح القول بأنها قديمة، ولأن الله تعالى امرنا أن ندعوه بها، وقال: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}[الأعراف:181] والدعاء بها لا يتم إلا بالتسمية له بها، والأمر لا يتعلق إلا بأفعالنا دون غيرها، ولا يتعلق إلا بإنشائها المدح والثواب، وذلك لا يصح في القديم، وليس يصح في الأشياء القديمة أن تكون شيئا واحدا؛ لأن كل عاقل يعلم بالضرورة أنه يستحيل أن ثلاثة هي واحدة لأن هذا خلل في العلم بالبداية، وهي معرفة العدد والحساب، ودخول فيما كفرت به النصارى من إثبات ثلاثة أقانيم هو واحد، فإن هذه مناقضة ظاهرة.
صفحه ۸