المعرفة الحادية والثلاثون
قال أهل الإسلام كافة: إن من لم يبلغ درجة النبوة فما ذلك بتقصير منه في أمر نفسه، ولا باختلال في عقله وحسنه.
وقالت المطرفية: من لم يبلغ درجة النبوة فذلك لتقصيره في العمل، ومطاوعته الغرور والأمل، خلافا على الله عز وجل، ولو كانت النبوة بالعمل لحصل بإختيار الواحد منا ودواعيه، ولتعلق بذلك أمر الله تعالى ونواهيه، وقد قال تعالى: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا}(1)[الزخرف:31،32] ولأن كل عاقل يختار لنفسه المنزلة الرفيعة، والرتبة العالية، فلو كانت النبوة من فعل العباد لبادروا إليها بالجد والاجتهاد، وقد قال تعالى: {وآتيناه الحكم صبيا}[مريم:12] فقال علماء الدين: أتاه النبوة في صغره وبعد ما أكمل من عقله.
المعرفة الثانية والثلاثون
قال أهل الإسلام كافة: الإمامة لا تحصل باختيار الإمام في نفسه..............أهل البيت لا تقع إلا باختيار الله عز وجل، وأنه تعالى الذي جعل عليا عليه السلام إماما، وكذا الحسن والحسين وسائر من دعا وتكاملت فيه صفات أئمة الهدى.
وقالت المطرفية: الإمامة فعل الإمام، وخالفوا به الأنام، ودليله أنها لا تحصل بالقصد والدواعي ولا تنتهي بالكراهة والصوارف، وقد قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا}[السجدة:24] ولأن ذلك يؤدي إلى إبطال المنصب، ويؤدي إلى جواز إمامين وأكثر في وقت واحد وذلك محال.
صفحه ۲۰