المعرفة الثالثة والعشرون
أن هذا القرآن من قبيل الكلام لا من العلوم، وإنما هو معلوم، وهذا قول جميع المسلمين.
وقالت المطرفية: إن القرآن هو علم الملك الأعلى، وخالفوا في ذلك العقلاء وأهل البيت النجباء، والصحابة النبلاء، ولأن الله وصف القرآن بأنه مسموع بقوله: {إنا سمعنا قرآنا عجبا}[الجن:1] والمسموع هو الكلام دون العلوم والاعتقادات، ولأن ما في القلب لا يسمع، وإنما يسمع ما في اللسان من الكلام، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((..............عيش السعداء، وموت الشهداء، والنجاة يوم الحشر، والظل يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن فإنه كلام الرحمن، وحرس من الشيطان، ورجحان في الميزان)) وذلك يدل على أنه كلام، وأنه المسموع بالآذان، وأنه المدروس باللسان.
المعرفة الرابعة والعشرون
قال أهل الإسلام كافة: إن القرآن مسموع بالآذان، وأنه قد سمعه أهل الإيمان، وأنذر به الثقلان.
وقالت المطرفية: لا يسمع بالآذان ولا أدركه الثقلان، وكذبوا قول الرحمن: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين، قالوا ياقومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم}[الأحقاف:29،30] فوصفه بأنه مسموع.......................وأنهم سمعوه، وأنه كتاب، وهذا خلاف قول الشك والاثبات، وقال تعالى: {ويل لكل أفاك أثيم، يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم}[الجاثية:7،8].
صفحه ۱۵