قلت: البيت القديم الذي كان في حلمك هو الكلية التي تحاضر فيها؟
قال: بيت قديم كنت أسكنه أيام الدراسة.
قلت: المقطف الذي تحولت إليه حقيبة كتبك وأوراقك؟
قال: مقطف أراه مع جامع القمامة على السلم الخلفي في العمارة التي أسكنها.
قلت: الكرسي الذي تحول بين يديك فأصبح مقعدا خشبيا صغيرا خفيضا؟
قال: كرسي الأستاذية.
قال: بماذا توحي إليك صورتك وأنت تجري إلى طائرة أقلعت، وليست معك تذكرة السفر ولا حقيبة الملابس؟
قال: إنها توحي بالسراب الذي تحسبه ماء، حتى إذا ما اقتربت من مكانه لم تجده شيئا.
قلت: إنني يا صديقي فور سماعي لرؤياك، قفزت إلى ذهني جملة كدت أنطق بها؛ إذ رأيتها مترجمة لمعنى الرؤيا التي سمعتها، لكنني أمسكت عن نطقها حتى يستبين صدقها خلال حديثنا، وأحسب أن صدقها قد استبان لي في وضوح. وها هي ذي أقولها، وعليك التعليق، إن رؤياك تصوير لجامعة فقدت مقوماتها، ولأستاذ أصابه إحباط؛ فماذا أنت قائل؟
قال: ربما صدقت في حكمك بشطريه، ولكنه ليس كل الصدق. فقد تجاهلت أجزاء من الصورة، لا بد أن يكون لها معناها؛ ومن أهمها النافذتان في غرفة الدراسة، اللتان نفذت منهما أشعة الشمس الدافئة، لتفرش الأرض بمربعين من الضوء تزاحم فيهما الطلاب، فلماذا لا ترى في ذلك رمزا للأمل في أزمة تنفرج بعد حين؟
صفحه نامشخص