بهذا المفتتح الرائع كانت بداية الرسالة الإسلامية لأهل هذا العالم كافة ، ففي غار حراء كان النبي محمد (ص) يخلو بنفسه هناك غارقا في سبحات التأمل والتفكر ، متخشعا لربه ، بعيدا عن حماقات الوثنية التي كانت تملأ مكة وتكتنف شبه الجزيرة العربية ، كان (ص) هو والحق على موعد ، ففي تلك اللحظات التأريخية فجأه الوحي بأول كلمات الرسالة :
كلمات على إختصارها تشتمل على معان غاية في الدقة ، فيها حث للإنسان على فهم العوالم التي حوله ، ومن ثم على فهم ذاته بواسطة العلم الذي هو موهبة من الله سبحانه الذي علم الإنسان ما لم يعلم.
إن هذا المفتتح الكريم هو أول وثيقة دينية تسجل إنتصار العلم في هذا العالم مما يؤكد أن الإسلام والعلم يرشحان من منهل واحد ، وكل منهما يدعم صاحبه.
كان ذلك يوم الإثنين على الأشهر (1) وله (ص) من العمر أربعون
صفحه ۳۲