١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
ژانرها
21
ثم أمر (حاتوسيلي) بإرسال ابنته الكبرى، مع هدية تحية رائعة [تسبقها] من الذهب، والفضة، والنحاس بوفرة، وعبيد، وقطعان بلا حد من الخيول، وعشرات الآلاف من الأبقار، والماعز، والماشية؛ بلا حد كانت المنتجات التي جلبوها لملك جنوب وشمال مصر، أوسر ماعت رع-ستب إن رع، ابن الشمس، رمسيس الثاني، معطي الحياة. ثم جاء أحدهم ليخبر جلالته، قائلا: «انظر، لقد أرسل حاكم خاتي العظيم ابنته الكبرى، مع هدية تحية من كل صنف ... أميرة خاتي، وبصحبتها كل عظماء أرض خاتي.»
22
ربما كان أيضا السبب الذي جعل الحيثيين والمصريين يعلنون السلام ويتوقفون عن قتال بعضهما لبعض، هو أنهم احتاجوا على الأرجح إلى توجيه اهتمامهم إلى حدثين آخرين ربما يكونان قد وقعا في حوالي 1250ق.م على الرغم من أن الحدثين كليهما أسطوريان، وعلى الرغم من أنه لم يثبت بعد أنهما قد وقعا بالفعل، فلا تزال أصداؤهما تتردد في العالم الحديث الذي نعيش فيه اليوم؛ في الأناضول، ربما اضطر الحيثيون أن يواجهوا حرب طروادة، وفي الوقت نفسه ربما اضطر المصريون إلى أن يتعاملوا مع الخروج العبري. ومع ذلك، قبل أن نناقش كلا من هذين الأمرين، يجب أن نمهد الطريق أولا. (4) حرب طروادة
في الفترة التي سبقت معركة قادش تقريبا، كان الحيثيون منشغلين أيضا بجبهة ثانية، في غرب الأناضول، حيث كانوا يحاولون احتواء تابعين متمردين كان الميسينيون، على ما يبدو، يدعمون أنشطتهم.
23
قد يكون هذا أحد أقدم الأمثلة التي لدينا عن قيام حكومة عن عمد بالانخراط في أنشطة موضوعة للنيل من أخرى (فكر في المساندة الإيرانية لحزب الله في لبنان، بعد ثلاثة آلاف ومائتي سنة من معركة قادش).
أول ذكر يرد بشأن تابع حيثي متمرد يسمى بيامارادو كان يحاول زعزعة الوضع في منطقة ميليتوس في غرب الأناضول، نجده في نصوص محفوظة في سجلات الدولة في العاصمة حاتوسا يرجع تاريخها إلى فترة حكم الملك الحيثي مواتالي الثاني، في فترة أوائل إلى منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد. كان بيامارادو قد نجح بالفعل في هزيمة ملك تابع للحيثيين في نفس المنطقة، وهو رجل يسمى مانابا تارهونتا. يعتقد أن بيامارادو ربما كان يعمل نيابة عن، أو بالتواطؤ مع، الأخياويين (أي، الميسينيين في العصر البرونزي).
24
استمرت أنشطة التمرد التي كان يقوم بها بيامارادو أثناء حكم الملك الحيثي التالي، حاتوسيلي الثالث، في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد، كما نعرف من مراسلة أطلق عليها الباحثون «رسالة تاواجالاوا». أرسل الملك الحيثي الرسالة إلى ملك لأخياوا لا ذكر لاسمه، والذي كان يخاطبه بوصفه «الملك العظيم» و«الأخ»، مما يوحي ضمنا بدرجة من التكافؤ بين الاثنين. رأينا بالفعل أن ألفاظا مشابهة استخدمت عندما كان الفرعونان المصريان أمنحتب الثالث وإخناتون يكتبان إلى ملوك بابل، وميتاني، وآشور قبل ذلك بقرن أو نحوه. قدم تفسير هذه النصوص معلومات مهمة بشأن حالة العلاقات بين منطقة إيجه والشرق الأدنى في ذلك الوقت.
صفحه نامشخص