١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
ژانرها
وهكذا، كتب أحد ملوك عمورو إلى ملك أوغاريت المجاورة (كلتاهما منطقتان كانتا تقعان في المنطقة الساحلية الشمالية لسوريا): «أخي، انظر: أنا وأنت أخوان. إننا أخوان، ابنان لرجل واحد. لماذا لا نكون على علاقة طيبة بعضنا مع بعض؟ أيا كانت رغبتك التي ستكتبها لي، سألبيها؛ وسوف تلبي أنت رغباتي. فنحن نشكل وحدة واحدة.»
19
ينبغي التأكيد على أن هذين الملكين (ملكي عمورو وأوغاريت) لم يكن بينهما بالضرورة صلة على الإطلاق، ولا حتى عن طريق الزواج. لم يكن الجميع كذلك، ولم يقدر الجميع هذا النهج المختصر للعلاقات الدبلوماسية. يبدو أن الحيثيين في الأناضول كانوا نزقين على نحو خاص في هذا الصدد؛ إذ كتب ملك حيثي لملك آخر يقول: «لماذا علي أن أكتب لك بعبارات تنم عن الأخوة؟ هل نحن ابنا نفس الأم؟»
20
شكل 2-3: شبكة اجتماعية للعلاقات التي تشير إليها رسائل العمارنة (من إنشاء دي إتش كلاين).
ليس واضحا دائما ما الميزة التي تكتسبها العلاقة من استخدام مصطلح «أخ»، في مقابل «أب» و«ابن»، ولكن يبدو أنه عادة يدل على المساواة في المكانة أو في العمر، بينما «أب/ابن» مخصصان لإظهار الاحترام. يستخدم ملوك الحيثيين، على سبيل المثال، «أب » و«ابن» في مراسلاتهم، على نحو أكثر تواترا من حكام أي قوة كبرى أخرى في منطقة الشرق الأدنى، بينما تستخدم رسائل العمارنة كلها تقريبا مصطلح «أخ»، سواء كان ذلك لمخاطبة ملك آشور القوي أو ملك قبرص الأقل قوة. يبدو أن الفراعنة المصريين كانوا يعتبرون حكام منطقة الشرق الأدنى الآخرين، شركاءهم التجاريين، أعضاء أخوية عالمية، بصرف النظر عن العمر أو الأعوام التي أمضوها على العرش.
21
ومع ذلك، في بعض الحالات، كان يوجد بين الملكين صلة مصاهرة بالفعل عن طريق الزواج. على سبيل المثال، في رسائل من توشراتا ملك ميتاني إلى أمنحتب الثالث، يشير توشراتا إلى زوجة أمنحتب الثالث جليوخيبا بوصفها أخته، وقد كانت كذلك بالفعل (كان أبوه قد زوجها من أمنحتب الثالث). وبالمثل، زوج توشراتا أيضا ابنته تادو هيبا لأمنحتب الثالث في زيجة مدبرة أخرى، الأمر الذي جعل من توشراتا أخا لزوجة أمنحتب (أخا) وأبا لزوجته (أبا). لذا تستهل إحدى رسائله استهلالا حقيقيا بعبارة «أبلغ ... ملك مصر، أخي، وابني بالنسب ... هكذا يقول توشراتا، ملك أرض ميتاني، أبوك بالنسب.»
22
بعد وفاة أمنحتب الثالث، يبدو أن إخناتون أخذ (أو ورث) تادو هيبا باعتبارها واحدة من زوجاته، وهو ما أعطى توشراتا الحق أن يدعو نفسه أبا بالنسب لكل من أمنحتب الثالث وإخناتون في رسائل مختلفة من رسائل العمارنة.
صفحه نامشخص