١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة

محمد حامد درويش d. 1450 AH
162

١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة

١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة

ژانرها

إذا رأينا أمورا تحدث حاليا من نفس قبيل الأمور التي حدثت في الماضي، بما في ذلك الجفاف والمجاعات، والزلازل وأمواج تسونامي، وما إلى ذلك، أليس من المستحسن عندئذ أن نتأمل العالم القديم ونرى ما حدث لحضاراته؟ سألني آدم فرانك من الإذاعة الوطنية العامة: «إذا كنا لا نريد تكرار التاريخ، فما الدروس التي ينبغي علينا أن نتعلمها من أخطائهم؟» أجبت، وسأقولها هنا مجددا، أننا ينبغي أن نعي أنه لا يوجد مجتمع بمنأى عن الانهيار وأن كل مجتمع في تاريخ العالم قد انهار في النهاية. وحقيقة أن الحضارات المتشابكة على نحو مماثل انهارت مباشرة بعد 1200ق.م ينبغي أن تكون تحذيرا لنا؛ لأن الأمر إذا حدث مرة، يمكن بالتأكيد أن يحدث مجددا. وكما قلت في هذا الكتاب، وقلته منذئذ في مواضع أخرى أيضا، نحن، في الحقيقة، أكثر عرضة لهذا مما قد نرغب في أن نعتقد. في نفس الوقت، علينا أيضا أن نكون ممتنين لأننا في الواقع متقدمون بما يكفي لنفهم ما يحدث وبوسعنا أن نأخذ خطوات لإصلاح الأمور، بدلا من مجرد أن نتقبل الأمور بسلبية عند حدوثها.

من المثير للاهتمام أن الأمر الوحيد الذي لا نملكه، والذي تساءل بشأنه العديد من النقاد والكثير من الجمهور، هو الدليل على حدوث تفش واسع النطاق للأمراض بالاقتران مع كل شيء آخر في نهاية العصر البرونزي المتأخر. إنهم، بالتأكيد، يتساءلون: ألا يتوقع المرء أن يصاحب الجفاف، والمجاعة، والزلازل، والكوارث الأخرى تفشيا للطاعون ولأمراض أخرى مميتة؟ وبالفعل، قد يتوقع المرء أن ثمة دليلا على حدوث أمراض وأوبئة، ولكن لا يوجد دليل على ذلك. فلم يعثر على مقابر جماعية؛ ولا ذكر في النصوص لأمراض؛ ولا يوجد ما يمكن استخدامه كإثبات لكارثة أخرى في «العاصفة المثالية» التي كانت تجري.

أقرب ما يمكننا التوصل إليه هو تفشي الطاعون الذي حل ببلاد الحيثيين في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، عن طريق أسرى الحرب المصريين، وأودى بحياة سابيليوليوما وكثيرين في العائلة الملكية الحيثية بالإضافة إلى الكثير من عامة السكان. غير أن ذلك حدث قبل 150 سنة تقريبا من مجيء النهاية. وثمة أيضا احتمال، لاحقا في القرن الثاني عشر، حوالي 1140ق.م، أن يكون رمسيس الخامس قد أصيب بالجدري، ولكن يبدو أن تلك كانت حالة فردية. ولذلك لا يوجد فصل، أو جزء من فصل، مخصص للأمراض في الكتاب؛ لأنه لا يوجد ما يستدعي المناقشة. ومع ذلك أقر بأنه كان ينبغي أن أشير على الأقل إلى ذلك.

من ناحية أخرى، يوجد الكثير من الأمور التي ربما كان ينبغي أن أدرجها أيضا. وحيث إن من متع علم الآثار أننا نتوصل باستمرار إلى اكتشافات جديدة؛ فربما سيكشف في وقت ما قريب عن الدليل الدامغ الذي سيميط لنا جميعا اللثام بشكل قاطع عن سبب الانهيار. وحتى يحين ذلك، ليس بوسعنا سوى أن نناقش الاحتمالات، و، كما قال شيرلوك هولمز، «أن نوازن بين الاحتمالات ونختار الأرجح منها.»

الشخوص الدرامية

يتبع التسلسل الزمني لتواريخ حكم الملوك المصريين المنهج الأشيع والأكثر قبولا، والذي يمكنك الاطلاع عليه في كتابي كيتشن 1982 وكلايتون 1994، على سبيل المثال. القائمة التالية لا تشمل كل الأسماء المذكورة في النص، وإنما بالأحرى أسماء الحكام الرئيسيين والشخصيات ذات الصلة.

أداد نيراري الأول:

ملك آشور؛ حكم من 1307 إلى 1275ق.م أخضع مملكة ميتاني.

أحمس:

ملكة مصرية، الأسرة الثامنة عشرة؛ حوالي 1520ق.م زوجة تحتمس الأول وأم حتشبسوت.

صفحه نامشخص