١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
ژانرها
31
بالتحديد، درسوا حبوب لقاح مأخوذة من رواسب طمي بالقرب من الموقع، تدل على أن «ظروفا مناخية أكثر جفافا حدثت في حزام سوريا المتوسطي من أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد وحتى القرن التاسع قبل الميلاد.»
32
كذلك نشر فريق كانيوسكي مؤخرا أدلة إضافية على جفاف محتمل في قبرص في نفس هذا الوقت، باستخدام تحليل حبوب لقاح مأخوذة من نظام البحيرات الشاطئية المعروف باسم «مجمع بحيرات لارناكا الملحية»، الواقع عند موقع تكية هالة سلطان.
33
تشير بياناتهم إلى أن «تغيرات بيئية كبرى» وقعت في هذه المنطقة أثناء نهاية العصر البرونزي المتأخر وبداية العصر الحديدي، أي أثناء الفترة من 1200 إلى 850ق.م في هذا الوقت، المنطقة الواقعة حول موقع تكية هالة سلطان، الذي كان في السابق ميناء قبرصيا رئيسيا في العصر البرونزي المتأخر «تحولت إلى مشهد أكثر جفافا [و] من المحتمل أن هطول الأمطار والمياه الجوفية أصبحا غير كافيين للحفاظ على زراعة مستدامة في هذا المكان.»
34
إذا كان كانيوسكي وفريقه على صواب، فقد حصلوا على الأدلة العلمية المباشرة التي كان الباحثون يسعون إليها على أن الجفاف يمكن أن يكون قد أسهم في نهاية العصر البرونزي المتأخر. لقد خلصوا، في الواقع، إلى أن البيانات المأخوذة من كل من ساحل سوريا وساحل قبرص تشير بقوة إلى أن «أزمة العصر البرونزي المتأخر تزامنت مع بداية حدوث جفاف استمر طيلة ما يقرب من 300 عام منذ 3200 عام مضت. تسبب هذا التحول المناخي في تلف المحاصيل، ونقص الغذاء والمجاعة، مما عجل أو سرع من الأزمات الاجتماعية الاقتصادية وفرض نزوحا بشريا إقليميا في نهاية العصر البرونزي المتأخر في شرق المتوسط وجنوب غرب آسيا.»
35
قدم براندون دريك من جامعة نيو مكسيكو ، الذي يعمل بشكل مستقل، بيانات علمية إضافية تمثل إضافة إلى بيانات كانيوسكي وفريقه. وهو يستشهد في بحثه المنشور في دورية «جورنال أوف أركيولوجيكال ساينس» بثلاثة خيوط إضافية من الأدلة تدعم كلها الرأي القائل بأن العصر الحديدي المبكر كان أكثر جفافا من العصر البرونزي السابق عليه. أولا : تدل بيانات نظائر الأكسجين من الرواسب المعدنية (الترسبات الكهفية) داخل مغارة سوريك في شمال إسرائيل على حدوث معدل هطول أمطار سنوي منخفض أثناء الفترة الانتقالية من العصر البرونزي إلى العصر الحديدي. ثانيا: يتبين من بيانات النظائر المستقرة للكربون في عينات لب حبوب اللقاح من بحيرة فولكاريا في غرب اليونان أن النباتات كانت تتأقلم مع بيئات جافة في هذا الوقت. ثالثا: تكشف عينات رسوبية من البحر المتوسط عن حدوث انخفاض في درجة حرارة سطح البحر، الأمر الذي يمكن أن يكون قد تسبب بدوره في انخفاض في هطول الأمطار على البر (عن طريق تقليل الفارق الحراري بين البر والبحر)
صفحه نامشخص