الصلاة تخفف الأوزار، وتؤمن من النار، أقرب ما يكون إلى ربه من سجد وقام، وزكى وصام، لو علم المصلي من يناجي لما التفت في صلاته، من سهى في صلاته فقد ضيع أشرف أوقاته.
اخضع لربك في الصلاة ذليلا .... واذكر وقوفك في الحساب طويلا
لو علمت بين يدي من تقوم، كنت تلازم بابه وتدوم.
عجبا لمن يناجي القاهر! كيف يخطر في قلبه الخواطر، ليس للمؤمن من صلاته إلا ما عقل، ولا ترفع صلاته إذا غفل، عفر وجهك بالتراب، فلعله يفتح لك الباب، أحضر في الصلاة باطنك، كما أحضرت ظاهرك، طهر قلبك، كما تطهر ثيابك.
عجبا ممن يسأل الخلق! وباب مولاه مفتوح لكل سائل! عجبا ممن يتذلل للعبيد! وله عند سيده ما يريد، من أطال لله القيام، أزال عنه الأوزار والآثام، من أخر الصلاة عن الأوقات، من غير علة من العلات، حرم الخيرات والصالحات، من ترك الصلاة إلى الليل، حل به الذل والويل، من حافظ على الصلوات، تتابعت عليه الخيرات، ورفعت له الدرجات، وصرفت عنه النقمات.
من لم تكن الصلاة من باله وعزمه، لم يبارك له في رزقه وتركه الله بهمه، من ضيع صلاته لم تقبل حسناته، وكثرت عند الموت سكراته، من غفل عن الصلاة والذكر، ضيق عليه في القبر، الصلاة عمود الدين، وتمامها صحة اليقين.
صفحه ۳۰۶