قال العالم: تنظر بعد ذلك إلى نفسك، وتعلم أن الله خلق الإنسان من نطفة تقع في رحم مظلم، فتقيم في الرحم ( سبعة أيام، ثم ترجع دما فيكون ذلك الدم علقة ) أربعين يوما، ثم يجعلها الله مضغة ذكرا أو أنثى، فيكون فيه الروح لسبعة وسبعين يوما، ثم يخلق الله له العروق والعظام والعصب، ثم يصيره الله تعالى بعد ذلك لتمام مائتين وسبعين يوما، وذلك ستة آلاف وأربع مائة وثمانون ساعة، فجميع حمل الولد لتمام حمل أمه كاملة أشهره وأيامه وساعاته.
فأشهره تسعة أشهر، كل شهر ثلاثون يوما، وأيامه مائتان وسبعون يوما، وساعاته ستة آلاف وأربع مائة وثمانون ساعة، فهذه أيام الولد كاملة، أشهره وأيامه وساعاته.
وفي تركيبه الحرارة والبرودة، واليبوسة واللين. فالدم حآر لين، والمرة الصفراء حآرة يابسة، والمرة السوداء باردة يابسة، والبلغم بارد رطب.
وتركيب الإنسان إثنا عشر وصلة، وله مائتان وثمانية وسبعون عظما، وله ثلاث مائة وستون عرقا، فالعروق تسقي الجسد، والعظام تمسكها، والعصب واللحم يشدها.
ولكل يد أحد وأربعون عظما، فللكف من ذلك خمسة وثلاثون عظما، وللساعد عظمان، وللعضد عظم، وللتراقي ثلاثة أعظم، وكذلك اليد الأخرى، وللرجل ثلاثة وأربعون عظما، للقدم من ذلك خمسة وثلاثون عظما، وللساق عظمان، وللركبة ثلاثة أعظم، وللورك عظمان، وكذلك الرجل الأخرى.
وللصلب ثمانية عشر فقارا، ولكل جنب تسعة أضلع، وللرقبة ثمانية أعظم، وللرأس ستة وثلاثون عظما، وللأسنان من ذلك اثنان وثلاثون عظما. وطول الأمعاء سبعة أذرع.
فسبحان خالق الإنسان {خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو} [الزمر: 6] !!
صفحه ۲۷۶