ونظر إليها صامتا بوجه لم يتأثر بها، عليه سيما الجد، وحدق فيها، وبعد بضع ثوان حولت ليننا عنه عينيها، وصدرت منها ضحكة يسيرة عصبية، وحاولت أن تفكر في موضوع تتحدث فيه فلم تستطع، وامتد بهما الصمت زمنا.
وأخيرا تكلم برنارد بصوت منخفض متعب، قال: «سوف نعود كما أردت.» وداس مفتاح السرعة بشدة فانطلقت الطائرة في الهواء، وعند رقم أربعة آلاف أدار المحرك، وطارا صامتين دقيقة أو اثنتين، ثم بدأ برنارد يضحك بغتة ، وكان الضحك في رأي ليننا شاذا ، ولكنه ضحك على كل حال.
ثم تجرأت ووجهت إليه هذا السؤال: «هل أنت الآن أحسن شعورا؟» وبدلا من أن يجيبها على ذلك رفع إحدى يديه من الآلات التي تسير الطائرة، ووضع ذراعه حول خصرها وبدأ يداعب ثدييها.
فقالت لنفسها: «أحمد الله، لقد اطمأن ثانية.»
وبعد نصف ساعة كانا في حجراته، وابتلع برنارد أربعة أقراص من السوما دفعة واحدة، وأدار الراديو والتلفزيون، وبدأ يخلع ملابسه.
ولما تقابلا في عصر اليوم التالي فوق السطح، سألته ليننا في مكر شديد قالت: «هل تظن أننا تمتعنا بالأمس؟»
فأومأ لها برنارد برأسه، ثم اعتليا الطائرة، وبعد هزة خفيفة انطلقت بهما.
وقالت ليننا مفكرة، وهي تربت على ساقيها: «يقول الناس جميعا إني هوائية جدا.»
قال هنري: «جدا.» وفي عينيه تعبير عن الألم، ودار بخلده أنها «كاللحم»، ورفعت بصرها في قلق شديد، وقالت: «ولكن لعلك لا تراني سمينة جدا!» فهز رأسه، وكانت في نظره كاللحم المكتنز.
قالت: «هل تراني صالحة؟» فأومأ بالإيجاب ... قالت: «من جميع النواحي؟»
صفحه نامشخص