فقالت ليننا، وقد خرجت عن صمتها العنيد: «بحق فورد لا تتكلم.» والتفتت ثانية إلى أجنتها المهملة.
علاج بال ع. ع. ج. حقا! ولولا أنها كانت على وشك البكاء لضحكت كأنها لا تملك ما يكفيها من ال ع. ع.! وتنهدت تنهدا عميقا وهي تملأ محقنها، وتمتمت لنفسها قائلة: «جون، جون ...» ثم تعجبت قائلة: «يا إلهي! هل أنا أعطيت أو لم أعط هذا الطفل حقنة مرض النوم؟» إنها لم تذكر، وفي النهاية قررت ألا تخاطر بإعطائه حقنة ثانية، وانتقلت إلى القارورة التالية من صف القوارير.
اثنان وعشرون عاما وثمانية أشهر وأربعة أيام من تلك اللحظة، وبعدئذ قد يموت من مرض تربانوسومياسر (مرض النوم) مدير موانزا موانزا من طراز «−أ» وهو في ريعان الشباب - وهذه أولى الحالات لأكثر من نصف قرن - وواصلت ليننا عملها وهي تتنهد.
وبعد ساعة في حجرة التغيير كانت فاني تحتج بقوة، وتقول: «من العبث أن تسمحي لنفسك ببلوغ هذه الحالة، عبث باطل، ولم ذلك؟ من أجل رجل - رجل واحد.» - «ولكنه الرجل الذي أريد؟» - «كأن العالم ليس به ملايين الرجال غيره.» - «ولكني لا أريدهم.» - «كيف تعرفين ذلك حتى تجربي؟» - «لقد جربت.»
وسألتها فاني وقد هزت كتفيها في ازدراء: «كم؟ واحدا أو اثنين؟» «بل عشرات.» وهزت رأسها ثم قالت: «لكنهم لم ينفعوا.»
فقالت فاني في عبارة موجزة: «عليك أن تثابري.» وكان من الجلي أن ثقتها في نصائحها قد تزعزعت، ثم قالت: «إن المرء لا يستطيع أن يتمم شيئا ما بغير مثابرة.» - «ولكني في تلك الأثناء ...» - «لا تفكري فيه.» - «لست أستطيع!» - «إذن فتناولي السوما.» - «إني أفعل.» - «إذن فاستمري.» - «وفي تلك الفترات كنت لا أزال أحبه، وسوف أحبه دائما»، فقالت فاني في عزم شديد: «إذن فإذا كانت هذه هي الحال، فلماذا لا تتوجهين فورا وتحصلين عليه، أراد أو لم يرد.» - «ولكنك لا تعرفين مقدار غرابته!» - «هذا سبب آخر لثباتك وتصميمك.» - «من اليسير أن «تقولي» ذلك.»
وبصوت كالبوق قالت فاني: «لا تتقيدي بباطل من القول، بل اعملي.» وكانت تصلح أن تكون محاضرة في جمعية الشابات الفورديات، تلقي على المراهقين من «−ب» حديثا مسائيا، ثم قالت: «نعم، اعملي - فورا، افعلي ذلك الآن.»
قالت ليننا: «إنني أخشى ذلك.» - «ما عليك إلا أن تتناولي نصف جرام من السوما أولا، والآن سوف أذهب لأستحم». وانصرفت تجرر منشفتها.
دق الجرس، فوثب الهمجي وهرع إلى الباب؛ لأنه كان يأمل أن يزوره هملهلتز عصر ذلك اليوم، وهو شديد القلق (وقد صمم نهائيا أن يتحدث إلى هلمهلتز في شأن ليننا، ولم يحتمل أن يؤجل الإفضاء بالسر دقيقة واحدة بعد ذلك).
وصاح وهو يفتح الباب قائلا: «كنت أتوقع قدومك يا هلمهلتز.»
صفحه نامشخص