عالم السدود والقيود
عالم السدود والقيود
ژانرها
واعتمدت الولايتان الأمريكيتان ألاباما ومسيسيبي
Alabama and Mississippi
نظام الإجازات بين حين وحين لمن يحسن سلوكه من السجناء، ولم يختل في ملاحظة الموعد المضروب لانتهاء الإجازة غير سجين واحد من مئات يقضون إجازاتهم كل عام.
وأضافت ولاية مسيسيبي إلى ذلك أنها تمنح السجين فترة تجريبية من شهر إلى ستة أشهر إذا استقام في أثنائها واهتدى إلى عمل صالح يرتزق منه مدت له التجربة سنة فسنة إلى آخر المدة المحكوم بها، وأعفي من العقوبة.
أما في روسيا فقد عولجت هذه الآفة بطريقة لا يمكن أن تقرها حكومة تؤمن بالدين ونظام الاجتماع الذي خرج عليه الشيوعيون. قال الصحفي المشهور نيجلي فارسون
Negly Farson
في كتابه «طريق الفضولي»:
أخبروني في الإصلاحية التي بظاهر كييف أن تجربة السماح للسجناء - ومعظمهم من القتلة - بالذهاب إلى قراهم إبان الحصاد تجري على ما يرام، لأنهم يعودون بلا استثناء، وأمامهم تجربة أخرى وهي أن يأذنوا للسجين العامل في الحقول أن يملي على الحارس أسماء صديقاته البنات في كييف، فيجيز الحارس واحدة منهن إلى حيث تلقى السجين، وتدار الظهور وتغمض العيون عندما يوغل الفتى وفتاته في الغاب.
ويقال إنهم يعتمدون على هذه التجربة في محو الشذوذ الجنسي من السجون، فإن بقي منه أثر فكالذي يبقى في المجتمع الطليق بين المطبوعين عليه.
إلا أن الروسيين المحدثين قد عالجوا شذوذا بشذوذ، وأدنى من ذلك إلى العرف والفائدة أن يباح للسجناء الخروج من السجن في فترات محدودة، وأن يعتبر إطلاقهم حينئذ مكافأة لهم على حسن السلوك ولا سيما في المسائل الجنسية، ولا شك أن السجناء يحتاجون إلى ترك سجونهم فينة بعد فينة لمطالب كثيرة غير هذا المطلب، تنفعهم وتنفع ذويهم وقد تخفف أعباء الزيارات عليهم وعلى إدارات السجون، ولعل التجربة تنفعهم أيضا فيما لا يقع الآن في الحسبان من تقويم خلق وإحياء عبرة وتجديد ثقة وتشويق إلى نعمة الحرية، ومهما يكن في التجربة من حرج محتمل أو مقطوع به فهو دون الحرج الذي يصيب النفوس والأبدان من إكراه الغرائز وفرض الحرمان أو الشذوذ على من لا يحمده ولا يبتغيه.
صفحه نامشخص