2175
الجدول عن إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة. (1) مساحة الأرض بدون البحيرات. (2) 341 كيلومترا مربعا فقط هي الخالية من الجليد الدائم ويمكن سكناها.
خريطة رقم (12).
توضح هذه الأرقام أن سكان نورديا يكادون أن يعيشوا على نتاج نصف أرضهم باستثناء الدنمارك التي تستغل كل مساحتها على وجه التقريب لملاءمة المناخ، والعامل الأساسي في هذا الصدد هو الموقع الشمالي لهذه المجموعة من الدول، ولكن المناخ عامة معقول بالنسبة لدرجة العرض؛ لأن كتل الهواء الممطرة معظم أيام السنة هي القادمة من الجنوب الغربي، ولهذا فإن حرارة جزر لوفوتن أعلى 20°م عن معدل حرارة خط عرضها (68° شمالا)، ومع ذلك فإن الارتفاع يؤدي إلى خفض درجة الحرارة في هذه المناطق الشمالية بمقدار قرابة 2°م لكل 300 متر ارتفاع، ومن ثم فإن الكثير من أرض النرويج وأيسلندا المرتفعة تقع باستمرار فوق خط الزراعة وخط الأشجارانظر خريطة رقم (12) .
وكذلك يظهر أثر التضاريس بشكل آخر، ففي النرويج وأيسلندا توجد مساحات كبيرة من الانحدارات التضاريسية الشديدة مما يحدد تماما السكن والاستغلال الاقتصادي، ونظرا لأن مرتفعات النرويج وأيسلندا تواجه الرياح الممطرة، ولارتفاع الجبال، فإن التساقط هناك يحدث على صورة ثلج مما يساعد على استمرار ونمو أكبر ثلاجات أوروبا ويعرقل المواصلات في الشتاء، وجبال النرويج بهذه الصورة والامتداد تجعل هناك تغيرا مناخيا واضحا بين السهول الساحلية المتناهية الضيق في النرويج، والمتمتعة بتأثير كتل الهواء المحيطي الدافئ وبين بقية مناطق فنوسكانديا المتعرضة لتأثير الكتل الهوائية القارية والقطبية، وعلى هذا النحو فالتغاير المناخي في نورديا على العموم طولي وليس مع درجات العرض - أي مع درجات الطول وذلك نتيجة «خط التقسيم المناخي» المتمثل في جبال النرويج انظر الخريطة رقم (12)
ورقم (13) .
أما من الناحية الجيولوجية فهناك اختلافات كبيرة في نورديا، ولكن من ناحية موارد الثروة المعدنية تعتبر نورديا فقيرة برمتها عدا السويد، فنوسكانديا تسودها التكوينات البلورية القديمة، وهي غنية بالحديد والنحاس ومعادن أخرى، ولكن مثل هذه التكوينات البلورية نراها تفتقر إلى الوقود المعدني: الفحم أو البترول، أما أيسلندا فبركانية بأكملها وخالية من المعادن باستثناء الكبريت، أما الدنمارك فتتكون في غالبيتها من الطباشير والجير، وهي بذلك الدولة النوردية الوحيدة التي يمكن أن يوجد فيها البترول برغم سلبية النتائج التي ظهرت من الآبار التي حفرت حتى الآن.
خريطة رقم (13).
ويعوض نقص الوقود المعدني غنى الأجزاء الجبلية من نورديا بالطاقة المائية خاصة في النرويج وأيسلندا والسويد، وفي فنلندا فالطاقة المائية موجودة، ولكن ليس بدرجة غنى الدول الثلاثة السابق ذكرها، أما الدنمارك فمحرومة تماما من الطاقة المائية انظر الخريطة رقم (13) .
ومصادر الطاقة المائية الغنية في نورديا راجعة إلى التأثير السابق للتعرية الجليدية التي كونت مستويات تصريف مختلفة وبحيرات عديدة، ولكن الغطاء الجليدي السكندنافي، وإن كان قد ساعد على إمكانيات توفر هذه الطاقة، إلا أنه عرى التربة التي انتقلت بواسطة الرياح أساسا إلى الدنمارك وشمال ألمانيا، ولم يبق في فنوسكانديا من التربة سوى رمال وحصى وصخور متناثرة، ولقد غطى الجليد رقعة الدنمارك أيضا، ولكن تأثيره على الجير والطباشير مختلف مما أدى إلى تكوين أغنى تربات نورديا فيها، وإن كانت هناك في الدنمارك أتربة رملية وحصوية كثيرة غير صالحة، وكذلك أثر الجليد على أيسلندا تأثيرا كبيرا، ولكن الهواء نقل معه من خط ذوبان الجليد تربة «لوس» الجيدة وأرسبها في جيوب صغيرة متناثرة على الساحل، ولكن تربة اللوس تعرضت لتعرية خطيرة نتيجة تدمير غابات البتولا
صفحه نامشخص