بر کناره پیادهروها
على هامش الأرصفة
ژانرها
الناس، كل الناس يمشون نحو بيوتهم في شوارع الله الفسيحة، نحو بيوتهم دائما.
أما الشاعر فيرهن قلمه، أوراقه، كتبه، كله؛ للنادل، ثم بكل هدوء وطمأنينة يموت وكأنه يهمس في وجه الرب: مبيت الله.
1 / 4 / 1992م
جنازته
في ذلك الحين كنت ترغب بشدة في الموت، بعد تردد دام شهرا كاملا، ليالي قضيتها حزينا مؤرقا غارقا في وسواسك، خطاياك وأحزانك، قلت له بصدق تام: اقتلني، دعني أسكر ثم اقتلني.
قال وهو لا يزال يعالج ثقبا بجلبابه القديم بصبر وصمت، ورفع نظره إليك في برود الموتى: سأقتلك.
قالها بشكل عادل خال من أي انفعال، وكأنه اعتاد على قولها آلاف المرات في اليوم، ربما لم يسمعك، يشغله جلبابه المهترئ، قد يكون شارد الذهن في حينها، كررت لدهشتك قولك: أقصد تقتلني، تقتلني.
قال: سأقتلك.
ثم غرق في هدوئه ليحيك جلبابه، لم يسألك لماذا، أو قل يراجعك ولو مجاملا، يا لهذا الرجل الغريب! لا بد أنه ينتظر منك ذلك، وماذا يمنع؟ إنه يضمر لك حقدا وكراهية، قد يتآمر على قتلك، من أدراك؟ لكن لماذا يريد قتلك؟
عندما عدنا من المعهد على الباص العام، فقط رأيته لأول مرة، كأنه كان مختبئا في قمقم وأطل فجأة، بدوي كث الشعر، عيناه ذكيتان ضيقتان ثاقبتا النظر، هادئ، لا تنس أنه هو الذي بادأك الكلام، فكرة البحث عن «قطية» للسكن بالمدينة، لم تشك في نواياه في تلك اللحظة، كان يحب أن ينام ملاصقا لسياج «القطية»؛ ليخطط بقلمه على شعاب الطلح البيضاء بعد أن يتخلص من قشورها الخشنة. للطلح رائحة زكية، لديه خوف فطري من القطط.
صفحه نامشخص