لكن رفيقتها صاحت بسعادة: «يا إلهي، أنت إنجليزية أيضا. هذا يوم سعدي.»
كانت عينا السيدة بارنز البنيتان الرقيقتان تدعوان إلى الثقة، فأضافت: «لقد قضيت عاما في ذلك المنفى.»
سألت السيدة بارنز بتعاطفها الحاضر: «هل أنت في طريقك إلى الوطن؟» «أجل، ولكن لا أصدق ذلك؛ فالأمر رائع لدرجة لا تصدق. هل أرسل أحد النوادل ليحضر لك الشاي؟» «سيكون ذلك لفتة طيبة منك؛ فزوجي مسافر يرثى له، مثل كثير من الرجال الأقوياء.»
استمعت آيريس لحديثهما بنفاد صبر؛ فقد بدأ الألم ينبض بشدة في صدغيها. عندما أتت السيدة بارنز على ذكر اسم زوجها، علمت أنها ربما تتأخر عن احتساء الشاي لأجل غير مسمى.
فقالت: «ألسنا نعرقل الطريق؟»
عرفتها السيدة بارنز فمنحتها ابتسامة مصطنعة؛ إذ إن حادثة جابريال ما زالت تحز في نفسها.
سألتها: «هل اندهشت لرؤيتنا؟ لقد قررنا في نهاية المطاف ألا ننتظر القطار الأخير، وقد أتت معنا صديقتانا الآنستان فلود-بورتر. في الواقع، لقد أتى الجمع بأكمله؛ فالزوجان الجديدان هنا أيضا.»
كانت آيريس تجاهد لشق طريقها في الممر المكتظ بعد أن ابتعدتا قليلا، عندما قالت لها السيدة من وراء كتفها: «تمتلك صاحبتك وجها عذبا، كوجه العذراء المتألم.»
قالت آيريس مطمئنة إياها: «بل هي امرأة مبتهجة، وهي ليست صاحبتي بكل تأكيد.»
عبرتا آخر معبر من المعابر بين العربات التي تصدر صوت صرير ينذر بالخطر، ودلفتا إلى عربة المطعم التي كانت مكتظة بالفعل. كانت الآنستان فلود-بورتر - اللتان ارتدت كل منهما معطف سفر أبيض من الكتان - قد أمنتا لنفسيهما طاولة، وجلستا تحتسيان الشاي.
صفحه نامشخص