كانت كلماتها شجاعة، لكن رأسها كان يدور وركبتاها ترتعدان بقوة جعلتها تشعر أنها غير قادرة على تنفيذ تهديدها ذلك، لكن مع هذا ملأتها نياتها تلك بوهم النفوذ، ثم ما لبث هير أن عرقلها بطريقته المحترفة المعهودة في مباريات الراجبي وحملها وسار بها في الممر باندفاع شديد، بينما تبعه البروفيسور بخطوات متثاقلة.
ودع الطبيب قائلا: «أملي الوحيد هو أن أحصل على عشاء أيا ما كان.»
أربك ما حدث آيريس فلم تقاوم معاملة هير التعسفية. لم تفهم لماذا لم تلق صرختها أي استجابة. زعزع ذلك ثقتها بنفسها وجعلها تشعر بأن جبنها الأخلاقي الذي جعلها تفشل في كشف هوية المريضة الغامضة كان مبررا.
لكن حتى إن كانت بالفعل مريضة تعرضت لحادث حقيقي، يظل الخطر الذي يهدد الآنسة فروي قائما. عندما أعادها هير إلى المقصورة الخاصة سألته سؤالا فاصلا. «هل أنت معي أم ضدي؟ هل ستتوقف في ترييستي؟» «كلا، ولا أنت كذلك.» «أفهم، إذن أنت لم تعن ما قلته بشأن إعجابك بي وكل ذلك.» «بل عنيت كل ذلك بالتأكيد.» «حسنا إذن، إن لم ترافقني إلى السفارة فسأنهي علاقتنا.»
داعب هير ياقة قميصه بيأس.
وسألها: «ألا تدركين أني صديقك الوحيد؟» «إن كنت صديقي حقا فلتبرهن على ذلك.» «أتمنى لو استطعت ذلك، لكني لا أملك الشجاعة. باعتباري صديقك الأقرب، أحرى بي أن أصرعك كي تظلي فاقدة الوعي حتى اليوم التالي وتريحي رأسك المسكين.»
قالت آيريس بحنق: «أوه، أنا أكرهك. بحق السماء اذهب من هنا.»
في المقصورة المجاورة، آل إلى مسمع الأختين فلود-بورتر مقاطع من ذلك الحوار.
قالت الأخت الكبرى بحدة: «تلك الفتاة فلحت حتما في أن تحظى ببعض الإثارة في رحلة قطار.»
فيما كان الشابان يتشاجران بشأنها، كانت الآنسة فروي ترقد متسمرة وقد سكنت يداها. استوعبت تدريجيا أن أحدا لا يراها؛ لذا ذهب تلويحها سدى، لكنها شعرت بشيء من الراحة عندما ذكرت آيريس أنها ستلجأ إلى القنصلية البريطانية. سمعت صيحتها المتمردة عبر الباب المغلق.
صفحه نامشخص