كانت الستائر قد أسدلت كلها، فلم يشهد أحد سوى الممرضة إشارة أصابعها الملوحة في الهواء التي راحت سدى.
خارج الباب، مسح الطبيب وجهه بانفعال، وقال بصوت يهدجه الانفعال. «لقد كان ذلك فعلا مريعا من جانبي. لقد أخطأت أن سمحت لكم جميعا بالدخول، لكني لم أتصور قط أن الغباء سيبلغ بكم محاولة إيذاء مريضتي المسكينة.»
تراجعت آيريس أمام غضبه، فتوسل إلى البرفيسور.
قال: «أنت تتفهم يا بروفيسور أن الهدوء التام ضروري بالنسبة لمريضتي؛ فالإصابة البالغة التي لحقت بالدماغ ...»
قاطعته آيريس بينما كان القطار يمر داخل أحد الأنفاق محدثا تلك الصرخة التي تصم الآذان: «كيف لها أن تنعم بالهدوء في رحلة قطار؟»
قال الطبيب مفسرا: «هذا أمر مختلف تماما ؛ فالمرء بإمكانه أن يغط في النوم مع الضجيج المروري، لكنه يستيقظ إن سمع أي صوت غير معتاد. إن كانت قد سمعتك فلربما استيقظت، بينما أنا أبذل أقصى ما بوسعي - من باب الرأفة - كي أبقيها غائبة عن الوعي.»
قال البروفيسور مطمئنا إياه: «أتفهم ذلك تماما، وأنا آسف لحدوث ذلك.» كان صوته باردا للغاية وهو يتوجه بحديثه لآيريس. «أحرى بك أن تعودي إلى مقصورتك يا آنسة كار.»
قال هير مستحثا إياها: «أجل، لنذهب.»
شعرت آيريس أنهم جميعا يقفون ضدها. في تحد مفاجئ شنت هجوما منفردا.
قالت لهم: «فور أن نصل إلى ترييستي، سأتوجه إلى السفارة البريطانية.»
صفحه نامشخص