قالت في نفسها بارتياع: «سيكون الوضع كارثيا إن خارت قواي. ماكس يافع للغاية وليس بوسعه أن يساعد. سيزج بي شخص متطفل إلى خارج القطار عند أول محطة، ويرسلني إلى المستشفى المحلي.»
وهناك يمكن أن يحدث لها أي شيء، كما حدث للفتاة في القصة المريعة التي روتها لها الآنسة فروي، أم أن الآنسة كومر هي من روتها لها؟
كانت تجد صعوبة كبيرة في الوقوف، لكن مع أنها أصرت أن تترك هير - عندما شعرت أن التحدث والاستماع قد صارا مجهدين - شعرت بالتردد إزاء فكرة العودة إلى مقصورتها؛ فهي قريبة للغاية من الطبيب وبعيدة للغاية عن أبناء وطنها. هناك في آخر الممر، تشعر أنها محاصرة خلف خطوط العدو.
كما أنها أيضا كان يسكنها شبح العانس الضئيلة ذات الحلة التويدية التي ليس من الحكمة أن تفكر بها طويلا.
كان الحديث الدائر بين الأختين فلود-بورتر بصوت حاد مرتفع - كان مسموعا خلال الباب المفتوح - بمثابة تشتيت لذهنها.
قالت الآنسة فلود-بورتر: «لقد راسلت الكابتن باركر كي يلقانا بسيارته في محطة فيكتوريا؛ ليساعدنا في تسريع إنهاء الإجراءات الجمركية.»
قالت الآنسة روز بتململ: «أتمنى أن يكون حاضرا. إن خذلنا فلربما فاتتنا المواصلة التالية. أنا أيضا راسلت الطاهي كي يجهز العشاء في تمام السابعة والنصف بالضبط.» «ماذا طلبت؟» «لم أطلب الدجاج بالطبع. سأحتاج إلى بعض الوقت كي أستطيع تقبل أكل دجاجة مرة أخرى. طلبت منه أن يعد شريحة مختارة بعناية من السلمون وفخذة ضأن صغيرة، والبازلاء إن أمكن، وإن كان موسمها قد انتهى فليعد الفاصولياء الخضراء والكوسة. تركت للطاهي اختيار التحلية.» «يبدو لي ذلك جيدا جدا؛ فأنا أتوق لتناول عشاء إنجليزي تقليدي مرة أخرى.» «وأنا كذلك.»
ساد الصمت لبرهة قبل أن يتجدد قلق الآنسة روز. «آمل ألا يحدث أي لبس بخصوص حجوزات عربات النوم في ترييستي.»
صاحت أختها قائلة: «يا إلهي! لا تقولي ذلك. لا أطيق فكرة الجلوس منتصبة القامة طوال الليل. هل سمعت مدير الفندق يجري مكالمة بشأنها؟» «بل كنت واقفة بجواره وهي يجريها. بالطبع لم أفهم أي شيء مما قال، لكنه أكد لي قطعا أنه حجزها لنا.» «حسنا، لنأمل الأفضل. لقد كنت أتصفح دفتر مواعيدي. سيقيم الأسقف آخر حفلة له في الحديقة بعد يوم من عودتنا.» «أوه، يجب ألا تفوتنا.»
ابتسمت آيريس نصف ابتسامة مريرة وهي تصغي إلى ذلك الحديث المميز الذي يدور بين مسافرتين غير محنكتين تشعران أنهما ابتعدتا كثيرا عن مسارهما المألوف.
صفحه نامشخص