أشارت السيدة فروي للسرير الضيق المصنوع من البلوط، حيث يخبر النتوءان عند رأسه ونهايته بوجود قربتين دافئتين.
قالت: «لن تكتمل حتى تنام في ذلك الفراش. لا أصدق أني بعد ليلتين سأتسلل إلى الغرفة لأقبلها قبل النوم.»
قال السيد فروي ناصحا إياها: «في الليلة الأولى فقط. لا تنسي أن ابنتنا فتاة عصرية، وجيلها يتحاشى إبداء العواطف.»
وافقته زوجته قائلة: «أجل، ويني فتاة عصرية حتى النخاع؛ لهذا السبب تنسجم مع الجميع أينما ذهبت. أنا واثقة أنها حتى في رحلتها تلك، ستكون الآن قد اكتسبت بعض الأصدقاء النافعين الذين قد يمدون لها يد المساعدة إن احتاجتها. أتوقع أن تكون قد تعرفت بخيرة الناس على متن القطار. وعندما أقول «خيرة» فأنا أعني ذلك بكل ما تحمله الكلمة من معان. ترى أين هي في تلك اللحظة؟»
من حسن حظ السيدة فروي أنها لم تعرف الإجابة.
الفصل التاسع عشر
اليد الخفية
في نظر البروفيسور، كانت الآنستان فلود-بورتر تجسيدا للنخبة. في وطنه، كان يشتهر عنه أنه رجل غير اجتماعي مكتف بذاته، لكن فور أن يسافر خارجه، تنتابه ريبة من التعامل مع أشخاص لا يألفهم، وينمو لديه تهيب يجعله يسعى غريزيا للبحث عن الأمان لدى أبناء طبقته الاجتماعية.
كان يريد أن يسمع شخصا ما يتحدث بلكنته - مهما كان غير ودود - شخصا ارتاد الكلية نفسها، أو تغدى في ناديه، أو يعرف قريبا من أقرباء أحد معارفه.
بينما كان يدخن في الممر بعد أن نفي من مقصورته، نظر بشوق منقطع الرجاء إلى المقصورة التي تجلس فيها الأختان. كان عمر الآنسة روز - مع أنها تكبره سنا - قريبا من عمره بما يجعلها خطرا محتملا، لكن وجهها كان يبدد أي مخاوف من هيستيريا خامدة. كان فكها السفلي بارزا قليلا، وكانت معالم شفتها وذقنها البارزين مطمئنة.
صفحه نامشخص